بورتسودان: محمد علي اونور: تعتبر أراضيه من أفضل وأخصب الأراضى فى العالم على الاطلاق ،ويحتل اعلى معدلات انتاج على مستوى العالم بالرغم من ذلك اصابه التدهور وتقلصت المساحات المزروعة من 200 ألف فدان فى العام 1968 الى 26 ألف فدان فى الموسم الماضى، واحتل المسكيت 33 %من المساحة الكلية للمشروع التى تقدر ب 450 ألف فدان انه مشروع طوكر الزراعى بولاية البحر الأحمر. ذلك كان جانبا من نقاشات دارت فى ورشة عقدت بقاعة السلام بمبانى امانة حكومة البحر الأحمر بمدينة بورتسودان ، تحت عنوان» التوظيف الامثل للقرض المقدم من البنك الاسلامى للتنمية جدة لإعمار وتنمية دلتا طوكر والبالغ قدره 50 مليون دولار»، ويأتى هذا القرض ضمن التعهدات التى تعهد بها البنك فى مؤتمر المانحين لإعمار الشرق الذى عقد فى ديسمبر 2010 بدولة الكويت ، وتعتبر هذه الورشة الاولى من نوعها التي تستهدف توظيف اموال صندوق إعمار الشرق فى تنفيذ مشروعات تنموية بالولايات الشرقية،عقدت الورشة تحت رعاية والي ولاية البحر الأحمر ،وبمشاركة واسعة من حكومة الولاية، وصندوق إعمار الشرق، بجانب الخبراء والمختصين من اساتذة الجامعات واتحاد مزارعي طوكر واعيان المنطقة. افتتح والي ولاية البحر الأحمر الدكتور محمد طاهر ايلا الورشة محييا فى كلمته قيادات جبهة الشرق وصندوق إعمار الشرق، واشاد بالتعاون وتكامل الادوار مع الحكومات فى العمل على انفاذ مشروعات فى مجال البنيات التحتية ،وقال ان حكومته تعول على ثلاثة مشروعات هامة تنفذ بالتعاون مع صندوق الشرق، وهى طريق قرورة طوكر، وربط محليات الولاية بالشبكة القومية ،والمشروع الثالث هو تطوير مشروع طوكر الزراعى ،وقال الوالي ان تأهيل المشروع من شأنه تحقيق الامن الغذائى، والتوظيف الامثل للموارد ، وخلق فرص عمل، وتحسين اوضاع المزارعين والرعاة ،وكذلك خلق سوق للصادر ،ودعا الى اشراك اصحاب المصلحة فى التخطيط لتطوير ومستقبل المشروع. ومن جانبه، اكد المدير التنفيذى لصندوق إعمار الشرق ابو عبيدة دج حرص الصندوق على استغلال القرض فى تحقيق التنمية وتأهيل المشروع ،واشار الى انه سيتم اجازة التقرير النهائى لهذا القرض فى يوليو المقبل تمهيدا لبدء العمل فى تأهيل المشروع قبل نهاية العام الحالى. شملت الاوراق التى قدمت اربعة محاور هى الرى والانتاج الزراعى والاصلاح المؤسسى والخدمات الاجتماعية ،وخضعت الاوراق لنقاشات مستفيضة شارك فيها المزارعون بفعالية مقدمين خبراتهم العملية التى اكتسبوها عبر سنوات خاصة فى مجال الرى وترويض نهر خور بركة الموسمى ،الامر الذى دفع الخبير الدكتور صلاح يوسف فى ورقته التى تناولت محور الرى الى تطمين المزارعين فى اكثر من مرة بتأكيده بان الدراسة التى اعدها تستهدف تطوير ما هو موجود من نظام الرى الفيضى، وقال ان النظام الجديد المقترح يتيح قدرا اكبر من التحكم فى الرى ولم يكن ذلك كافيا لاقناع المزارعين، الذين طالبوا الابقاء على النظام القائم الى ان تدخل مدير الصندوق ابو عبيده دج بمقترح توافقى يقضى بالتدرج فى تحديث الرى مع اجراء تقييم عقب انتهاء كل مرحلة. من جانبه اوضح البروفسير علي اديب الاستاذ بجامعة الجزيرة فى ورقته التى تناولت الانتاج الزراعى، ان غياب القطن فى مشروع طوكر اثر سلبا على الخدمات بالمشروع ،واوضح ان صلاحية القطن فى طوكر وانخفاض تكلفته ادت لانتشاره فى السودان ،واشار الى ان مشروع طوكر يمتاز بافضل تربة فى العالم ،علاوة علي تنوع المناخ وقرب المشروع من الميناء، وقال ان مشروع طوكر سجل اعلى معدل انتاج ،حيث يقدر انتاجه من القطن بعشرة قنطارات للفدان ،ومن الذرة 25 جوالا للفدان، وعزا اديب تدهور المشروع الى انتشار المسكيت وعدم توفر التمويل ، وقال ان الخطة المقترحة تستهدف التوسع فى زراعة القطن بالتدرج حتى تبلغ نسبة 50%من مساحة المشروع، وكذلك التوسع فى زراعة الخضر على حساب الذرة والدخن ،و قال ان الذرة محصول لا يمكن التخلى عنه لارتباطه بالامن الغذائى ،ودعا الى ادخال الحيوان فى الدورة الزراعية والاهتمام بالارشاد الزراعى والتصنيع الزراعى وصناعة النسيج. فيما قدم الدكتور محمد خالد ورقة عن البناء المؤسسى لمشروع طوكر الزراعى، اوضح فيها ان عدم الاستقرار الادارى وتنقل تبعية المشروع بين المركز والولاية اضر بالمشروع كثيرا، وتناولت الورقة خطة لانشاء وحدة تنفيذية فاعلة تساهم فى بناء مؤسسى واصلاح ادارى بالمشروع حتى بعد انتهاء فترة التمويل بعد خمس سنوات، واوضحت الورقة ان الوحدة الجديدة ستشرف على تنفيذ مشروع القرض فى تأهيل طوكر بمشاركة كافة الاطراف: الصندوق ووزارة الزراعة واصحاب المصلحة اتحاد المزارعين وادارة المشروع ومنظمات المجتمع المدنى وجامعة البحر الأحمر. عصام الدين عبد الرحيم سوركتى مدير عام وزارة الزراعة ولاية البحر الأحمر اوضح فى ورقته التى تناولت الوضع الراهن ان حجم المساحات الموبوءة بالمسكيت تبلغ اكثر من 150 ألف فدان وهى تمثل 33%من المساحة الكلية للمشروع، وقال ان المسكيت اصبح عائقا امام المزارعين لممارسة نشاطهم الزراعى وانتاج المحاصيل الغذائية ، واشار الى ان المسكيت له خاصية مقاومة نظم المكافحة، وقال ان جملة المساحات التى شهدت ازالة المسكيت منذ بداية حملة المكافحة فى العام 1992 حتى الان بلغت اكثر من 74 ألف فدان. وفى ورقته التى تناولت الخدمات بمحلية طوكر كشف المدير التنفيذى للمحلية عبد الرحمن محجوب كركر ان الخط الناقل لمياه طوكر مصنوع من مادة الاسبستس التى اثار استخدامها جدلا واسعا فى الاوساط الصحية ،وقال ان المدينة تعتمد على هذا الخط فى امداد المدينة بمياه الشرب منذ عام 1968 ،وطالب كركر بتغيير الخط الحالى الذى قال انه ينطوى على مخاطر صحية، وانشاء ثلاثة خطوط جديدة بعرض 8 بوصة لامداد المدينة بمياه الشرب. خرجت الورشة بتوصيات تضمنت فى محور مكافحة المسكيت اعطاء اولوية قصوى لازالة المسكيت ،وتوفير آليات بمواصفات الشركة الالمانية التى سبق لها العمل بالمشروع، وسن قوانين لمنع دخول الحيوان المناطق الزراعية ،بجانب تأهيل المراعى والغابات. وفى محور الرى تأهيل قنوات الرى والتأمين على منشآت الرى الفيضى القائمة مع التدرج فى تحديثها وانشاء وحدة رى متكاملة، وفى محور الانتاج الزراعى والحيوانى اوصت الورشة ربط التركيبة الانتاجية بالاحتياجات الغذائية وتوفير التقاوى المحسنة فى مواعيدها، والاهتمام بالتسويق والتصنيع الزراعى بالاضافة الى استخدام التقانة فى العمليات الزراعية والاهتمام بالبحوث الزراعية والعمل على تحسين الخدمات الاجتماعية واشراك المرأة فى الخطط التنموية والدورة الانتاجية.