تمرعلينا هذه الأيام ذكرى رحيل الرائد المسرحي ونجم المسرح السوداني الفنان الكبير الفاضل سعيد الذي وضع بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وشكل مدرسة متفردة من خلال الأعمال المميزة التي قدمها لنا خلال تناوله للعديد من القضايا المهمة التي تمس المجتمع سجلت آخر لحظة زيارة لأسرته وهي احدى الأسر العريقة بود نوباوي حيث التقينا أشقاءه الأستاذ الفاتح سعيد وبابكر سعيد وابنه مجدي الفاضل سعيد.. وحدثنا استاذ الفاتح عن بداية مشواره الفني وعلاقة الراحل بالأسرة والشخصيات ومسرحياته التي تخصه وما يطربه.. معاً نطالع إفاداته: *بداية مشواره الفني: نشأ الفاضل سعيد في منطقة (الغدار) بمدينة دنقلا بالولاية الشمالية في بيئة دينية، ثم انتقل بعد ذلك وتربى في كنف جدته في مدينة أم درمان، وانجذب لثقافتها، وعندما إنتقلت الأسرة من حي بيت المال الى ود نوباوي التحق الفاضل سعيد بالكشافة، والتي برزت فيها ملكته التمثيلية من خلال تفسير قانون الكشافة الى اسكتشات فكاهية قصيرة مرتجلة بين شباب الكشافة. يعتبر الفاضل سعيد من مؤسسي مسرح الشارع، فمنذ صباه الباكر كان أطفال وشباب الحي يلتفون حوله ومنها انتقل الى المسرح الدرامي وقدم أعمالاً كثيرةً في تلك الفترة منها(مجنون ليلى) و(بلال مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم) وهي من الأعمال التي شدَّت الناس اليه ثم انتقل الى نادي الزهرة، ثم الى نادي ود نوباوي، وجمعية أبو روف. كانت علاقته بالأسرة طيبة جدًا فهو متواصل اجتماعياً وكان يستشير زوجته وأبناءه (مجدي- جمال- ناصر) في جميع أعماله الفنية فقد شاركه إبنه ناصر في التمثيل بمسرحية (أكل عيش). طرائف الفاضل سعيد في المسرح لم تنتقل كثيرًا للمنزل -في الحقيقة لأن مجتمع الأسرة مجتمع ديني، وله نوعا من الجدية لكنه استطاع أن يدخل الضحكة للأسرة وأبناء الحي، ويشجع كل من لديه رغبةً بالتمثيل. *من أكثر الأعمال التي أحبها وأثرت فيه - قدم عدد كبير من المسرحيات لأكثر من خمسين عاماً ولكن من أميز الشخصيات التي قدمها وبرع في تقمص شخصيتها هي(العجب) فقد قصد ان يدخل المكاتب والأسواق ليتقرب من هذه الشخصية فهو فنان متفاني ومخلص لمهنته. *أحب الهوايات الى نفسه وقلبه والملاذات التي كان يلجأ اليها فقد كان -بجانب أعماله المسرحية والتلفزيونية كان محباً لكتابة الشعر ومن الأغاني التي صاغها الفاضل سعيد أغنية(أبوي يا يابا ما تقول ليه لا) والتي غناها الفنان محمد أحمد عوض واشعار أخرى لم تر النور وكان ايضاً يجيد كتابة القصص. كان محباً للطرب والموسيقى فقد كان يدندن للفنان الكبير (عثمان حسين) ومن أحب الممثلين العرب إليه(نجيب الريحاني) - لم يكن له ميولاً واضحة في الرياضة.