حرصنا في «آخر لحظة» على نشر الحوار الذي أجراه زميلنا الأستاذ خالد الإعيسر وبثه تلفزيون السودان، مع سعادة السفير الفرنسي الأسبق في الخرطوم، المسيو ميشيل رامبو، وكان منطلق حرصنا يقوم على أن الرجل كان ممثلاً وسفيراً لواحدة من الدول الكبرى في بلادنا لمدة ست سنوات امتدت من العام 1994م وحتى العام 2000م وهي فترة التجاذبات والضغوط والحصار.. ثم أنه خرج من تجربته تلك بشهادة للتاريخ، تفيده وتفيدنا وتصبح مرتكزاً مهماً في خارطة وشكل التعامل مع الغرب، وقد سجل شهادته تلك في كتاب خطير حمل اسم (السودان في كل حالاته) أو (السودان في كل أشكاله). خطورة الكتاب وأهميته تجيء من كشفه لمخططات الغرب التي تستهدف بلادنا بالتقسيم، فالسودان (الكبير) غير مطلوب، والسودان (القوي) يجب الا يكون، والسودان (المتحد) يجب أن يتفتت، لذلك دعم الغرب (كل) حركات التمرد التي رفعت السلاح، ثم غذّاها بأمصال الانفصال، حتى قويت هذه الرغبة لدى قادة هذه الحركات، لينفصل الجنوب كبداية أو مرحلة أولى لذلك المخطط، ثم تتبعه دارفور، فدولة النوبة، ثم دولة السودان المسلم. لا نريد استعراض الأفكار التي أوردها سعادة السفير الفرنسي الأسبق، فهي متوفرة في الحوار الذي ننشر جزءه الثاني اليوم، لكننا نهدي ما جاء فيه إلى كل الذين حملوا السلاح بوعي أو دون وعي ليروا إلى أين يقودون أنفسهم وإلى أي منحدر يسوقون البلاد. هناك ملاحظة مهمة، لم ترد في الحوار، ولم يتطرق إليها أحد، وهي أن تبني دعوة الانفصال لدى الدكتور جون قرنق، قادته لأن يكون نائباً أول للرئيس في السودان، ثم توجهه نحو الوحدة كهدف إستراتيجي أودى به إلى القبر، وأبقى غيره لدعم وتغذية الحركات الأخرى المتمردة التي أوكل لها تنفيذ الجزء الأول من مخطط الانفصال، وذلك بتوفير الأرض والدعم المادي والفني حتى ينهار المركز وتعلن الأقاليم المستهدفة استقلالها عن الدولة الأم. من قتل قرنق؟.. الإجابة لا تحتاج إلى اجتهاد. ü دعاء الجمعة: اللهم يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام، أسألك باسمك الأعظم الطيب المبارك، الأحب إليك، والذي إذا دعيت به أجبت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجت به فرجت، أن تجعلنا في هذه الدنيا من المقبولين، وإلى أعلى درجاتك سابقين، واغفر لي ذنوبي وخطاياي وجميع المسلمين. اللهم اغفر لي وعافني واعفُ عني واهدني إلى صراطك المستقيم وارحمني يا أرحم الراحمين، وبرحمتك أستعين. سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولله الحمد، واستغفرك يا الله عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك. اللهم اغفر للمسلمين جميعاً الأحياء منهم والأموات وادخلهم جناتك وقهم عذاب النار، وصلي اللهم على أشرف الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين. آمين ..و.. جمعة مباركة