عاشت الأمة الإسلامية في الأيام الماضية حالة ترقب وحذر وخوف، نتيجة لإعلان القس الأميركي تيري جونز عزمه المضي قدماً في خطته لحرق نسخ من المصحف الشريف السبت الماضي، في ذكرى هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001م رغم الضغوط التي تعرض لها من البيت الأبيض، وزعماء دينيين لوقف مساعيه، وسط تنديد العديد من الطوائف الدينية والقيادات السياسية بهذه الخطوة، وفي المقابل تواصل التنديد بمساعي القس الأميركي لحرق القرآن الكريم على مختلف الصعد الدينية والسياسية والشعبية، فقد استنكر بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر هذه الخطوة ووصفها بأنها «إهانة» خطيرة، وعلى الصعيد السياسي عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه الشديد من خطط حرق نسخ من المصحف الشريف, فيما أكد الاتحاد الأوروبي معارضته لهذه الخطط، وكشف القس جونز (أسقف في كنيسة صغيرة بولاية فلوريدا) عن تلقيه العديد من التشجيع لرفضه الانصياع للضغوط، وأن مؤيديه يرسلون نسخاً من نصوص القرآن الكريم إلى كنيسته. ولعمري إنها أفكار (مجنونة) ومتطرفة كانت سُتحيل العالم بأثره إلى (بركان) ثائر وحمامات دماء نتيجة لردة الفعل القوية والمُرعبة التي كانت ستصدر من المسلمين في شتى أنحاء العالم، ولكن الله لطيف بعباده، بعد شد وجذب أعلن القس تيري جونز تراجعه عن حرق المصحف (أبداً)، وجاء هذا الإعلان بعد موجة احتجاجات في العالم الإسلامي، وضغوطات من الإدارة الأميركية، وأعلن القس الأميركي المعادي للإسلام تيري جونز في مقابلة مع شبكة (إن بي سي) التلفزيونية إن كنيسته لن تحرق (أبدا) المصحف.. والخطوة كما ذكرنا سلفاً (جنونية) إذ أكدت ابنة القس تيري جونز أن والدها فقد عقله وإنه بحاجة إلى المساعدة، وأضافت (إيما) الابنة المقيمة في ألمانيا في مقابلة مع صحيفة شبيغل أونلاين الألمانية أنها وجهت لأبيها -وهو راعي كنيسة صغيرة في ولاية فلوريدا- رسالة عبر البريد الإلكتروني تحثه على ترك خططه لحرق نسخ من القرآن لكنه لم يرد على رسالتها، وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وجه رسالة واضحة للشعب الأميركي خاصة للمسلمين الأميركيين قطع فيها بأن الولاياتالمتحدة لن تفرق بين المسلم وغير المسلم من مواطنيها، داعياً إلى ضرورة توضيح من هو العدو، وقال أوباما في مؤتمر صحافي بالبيت الأبيض.. إن (القاعدة) تراهن على حرب بين الولاياتالمتحدة والمسلمين، وفي تصريحات وصفت بالحماسية قال أوباما (لدّي مسلمون يحاربون في أفغانستان ويرتدون زي القوات الأميركية المسلحة، إنهم يعرضون حياتهم للخطر من أجلنا، وعلينا أن نوضح لهم أننا لا نفرق بينهم وبيننا).