لعل الملاحظ لمسرح الأحداث السياسى يلاحظ أن ولاية شمال دارفور هي أكثر ولايات دارفور من حيث العراك السياسي ، ما ذكرت دارفور الا وذكر شمالها ، وهذا يرجع الى نضوح الفكر القيادي والسياسي الذي يقود دفته الوالي عثمان كبّر ، بصبره وإلمامه، واخلاصه،ونهجه الرامي الى لم الشمل وتوحيد الصف فى شتى السبل مستنيرا من قدراته الفكرية الكبيره لتطويع الملفات المعقدة الامر الذي اكسبه حب واحترام معظم اهالي الولاية، فهو يعرف قدر الناس وميزان تعاملهم، فيعرف متي يرضي الامي ويضحكه، ومتي يقنع المثقف، لان التعامل مع انسان دارفور اساسه البساطة والبشاشة والتواضع، وكلها توفرت في عثمان كبّر، فالزائر الى الفاشر أول مايلاحظه تدافع الجمهور نحو الوالي في بيته والشارع أو اماكن مناسبات الأفراح والأتراح التي يحرص عليها كثيرا، ويكاد كبّر يعرف كل اسماء سكان الولاية بأسمائهم ، فتجده يتحدث مع أي مواطن باسمه؛ وتعينه علي ذلك ذاكرته القوية وتركيزه واهتمامه الشديد مع كل من يتحدث معه ، هذا المسلك جعل معظم الناس ينظرون اليهم كصديق وأخ ، بل حتي القلة من معارضيه يعترفون سرا بمجالسهم بهذه الخاصية الطيبة. وبما ان انسان دارفور بصفة عامة يجري الكرم في دمائهم، ضرب عثمان كبّر المثل بقدح ود زايد الزعيم المشهور الحريص علي اطعام الناس، فالوالي كبّر بالرغم انه والي والقائد رقم واحد في الولاية ليس له مائدة خاصة، بل يشاركه كل الناس؛من غير مسميات ..فتجد ان معظم المواطنين يشكلون حضورا انيقا بداره، لا يملهم بل يكرمهم ويقضي لهم حاجاتهم ويصر علي اي موطن أو زائر بان لايبرح داره الا بعد إكرامه. فالمائده (الكبّرية) تمثل مؤتمر جامع تحوي بداخلها غذاء الجسد والروح، ومنبرا للنصيحة والشورى وطرح الأفكار وتفقد الرعية ، فهو يحرص علي تولي الإشراف والتوزيع على مائدته شخصيا والاطمئنان علي كل زواره، وما أكثرهم .. فمائدته التي تمثل قدح الكرم، والناظر اليها يصفها كهيئة استشارية تُحل فيها كل المشاكل المعقدة؛في جو مفعم بالحب والتقدير والرضا،فما من مشكلة نشبت بالولاية الا استطاع الوالي حلها بالحكمة والصبر والتريث وبرضا كل الأطراف ، فكل الذي يخرج من دار كبّر يبصم بالعشرة بأنه صديقه الحميم،لأنه يمتلك قدرات تجعل الماكر طائع، والجعان شبعان فهو حري بالاهتمام والتقدير والصبر علي الخصوم حتي يصل بهم لمرحلة الخجل فيصالحهم بمبادرة مباشرة ويطلب العفو منهم علي الرغم من صحة موقفه وقوته ، وهذه الصفات الحميدة والخصائل النادرة اكسبته الشعبية العرضية ونجد في الجانب الآخر القلة الذين لفظت بهم امواج السياسة خارج بحارها المتلاطمة يكيدون له لعدم مواكبتهم،وبعدهم عن دارفور، وفشلهم في المحافل فأصبحوا يكيلون له أطنان من الحقد والحسد على النجاح، ويعضون أناملهم من الغيظ لحكمته وقبوله وامساكه بناصية الأمور فى الحل والعقد بطريقة ومنهج ينبغي ان يعتمد كمنهج دراسي لتدريب وتأهيل السياسين والقيادات، ولاعجب في ذلك لأنه الإبن البار لدارفور والمخلص الوفي والعاشق حد الثمالة لنهج ثورة الإنقاذ، فإن فاته شرف الشهادة من أجلها فلا يفوته شرف البر والتفانى لخدمة من يستحقون التضحيات. أخيراً ..التحية للسيد الرئيس ونائبيه الكرام ومساعده البطل نافع والوالى كبّر، ودارفور مؤمنة ونحن خلفكم بإذن الله.