قنواتنا الفضائية .. تتعدد المناسبات والضيف واحد !! هو لسان حالنا مع برامج العيد بقنواتنا الفضائية المختلفة .. فلا شيء ملفت لنظر يُذكر أو يمكن أن نقول عبره أن هناك جديد .. فالحال من بعضه .. فالغناء كان سيد الموقف.. والمغنون والمغنيات هم من كانوا ضيوفاً «غصباً عنا» طوال أيام شهر رمضان . كنا نتوقع على الأقل أن تتغير الوجوه بعض ما وضح لنا فشل قنواتنا الفضائية في تقديم أفكار جديدة .. وما كنا نتوقع أن تكون القاعدة السائدة هي الغناء وما عدا ذلك هو الشاذ .. وحتي في الغناء «تتعدد الأغنيات، والمغنون والمغنيات واحد.. فالفنان الواحد يمكن أن تجده في كل القنوات في أوقات مختلفة .. حتي خلنا أن بلادنا خلت من الفنانين .. مثلما خلت من النجوم .. والمحزن أن بعض الفنانين الذين تتاح لهم الفرصة هم مجرد أسماء لا علاقة لها بالفن .. أصوات فطيرة وأغنيات فقيرة.. ويضعون آلاف من علامات الاستفهام «من أين جاءوا .. ومن أتي بهم .. وكيف وصلوا لأستديوهات التلفزيون.. وهوالذي كان إلي وقت قريب لا يعترف بالغناء ولابكبار الفنانين» . حقيقة تعامل التلفزيون مع برامج العيد ومن قبله رمضان لم يكن بالشكل المطلوب وكذلك سارت على ركبه بقية القنوات الفضائية .. وجعلت من شهر القرآن والعبادة شهراً للغناء وتقديم المغنيين من الجنسين .. منهم من يُعرف ومنهم من لا يعرف حتي نفسه.. فرضوهم علينا «غصباً عنا» وغصباً عن الشهر العظيم . لن نخصص قناة بعينها ولكنا نعمم ونتحدث عنها جميعاً باستثناء «زول» ليس لأنها الأفضل أو لأنها شذَّت عن القاعدة .. ولكن لأننا نراها لا تمت لنا بصلة غير اسمها .. فهي حتى الآن لا نعرف لها هوية .. ولا نعرف لها غير الظلم الكبير الذي حاقته بنا وب«الزول» السوداني الذي لا يستحق هذا الظلم .. فما تقدمه هذه القناة لا يشبهنا ..إلا من بعض لقطات خجولة لا تعبر عنا ولا تعكس شيئاً من هويتنا ولا ثقافتنا. حقيقة قنواتنا الفضائية تحتاج لمراجعة شاملة وتحتاج لمفكرين .. وليس لمعدي برامج لا يفقهون من العمل البرامجي إلا استضافة المغنيين والمغنيات .. تحتاج لمعدين يعرفون قيمة الشهور والمناسبات فيقدمون في كل مناسبة ما يليق بها من برامج ومن ضيوف .. فليس بالغناء وحده تنجح القنوات .. وليس بالمغنيين الكبار منهم أو الصغار .. تحتفل القنوات برمضان وبالعيد.