قال عدد من المشاهدين ل «الأهرام اليوم» إن القنوات الفضائية السودانية المختلفة حشدت كل إمكانياتها المادية والبشرية لأجل تقديم مواد جاذبة في عيد الفطر المبارك بعد شهر رمضان المعظم الذي تسابقت فيه تلك القنوات لكسب عيون المشاهدين في برامج ركزت بشكل كبير على الغناء والمنوعات وغابت فيها الدراما المحلية رغم موسميتها. وبالرغم من الاجتهاد الواضح لمعظم القنوات إلا أن برامج العيد جاءت بنفس أفكار برامج رمضان من تشابه في الضيوف والمواضيع وتركيز على الغناء ليصاب المشاهد بالملل جراء التكرار مما حدا بالكثيرين التحول إلى قنوات أخرى بحثاً عن الأفضل والأفيد بدلاً من تكرار الأفكار والضيوف في ظل سباق محموم بين الفضائيات. ومن خلال تجوالي بين القنوات السودانية التي تمددت في الفضاء الواسع وطيلة أيام العيد لاحظت أن البرامج تدور في فلك واحد دون اجتهاد وتجديد ومثلما يتكرر في كل عام استضافة عدد من الوجوه في شتى المجالات مع وجود مطرب ولا جديد يذكر سوى اللفتة البارعة للتلفزيون القومي وهو يلتقط القفاز ويقدم لمسة وفاء للفنان الراحل مصطفى سيد أحمد في سهرة حملت عنوان (يا سلام عليك) تجولت ما بين الخرطوم وود سلفاب مسقط رأس الراحل مع إفادات لأفراد أسرة الراحل عن حياته الفنية ورغم الأغنيات الكثيرة لمصطفى إلا أن تسجيلاته بمكتبة التلفزيون لا تتعدى أصابع اليد الواحدة. سهرة مصطفى سيد أحمد هي الأفضل والأروع وغيرها دار في فلك التكرار الممل. قناة هارموني اجتهدت كثيراً في العيد وقدمت برامج جيدة أفسدتها الإعادة المتواصلة لتلك البرامج والسهرات ومن أبرزها مع فرقة انتعاش الكوميدية التي قدمت معايدة جميلة ثاني أيام العيد وضمت الفرقة حامد كسلا وعصمت الإبراشي وشبو وعمر فرح وقدموا مواضيع جديدة لم تدر في فلك التقليد، خاصة فقرة الكاميرا الخفية التي أداها عصمت. قناة النيل الأزرق كان الأميز فيها حلقة الشاعر هاشم صديق والمسرحي مكي سنادة وبرنامج (أولاد الحارة السابعة) وفكرة البرنامج قامت على استضافة شخصيات نشأت في هذه الحارة ومنهم محمد المهدي الفادني وربيع طه وحمزة عوض الله والزميل عبد الباقي خالد عبيد بمشاركة المطرب محمد شبارقة. قناة قوون ركزت على البرامج الغنائية التي لم تخل من تكرار للوجوه فمثلاً المطرب شكر الله عز الدين تمت استضافته قبل رمضان على ذات القناة ليظهر في برنامج آخر أيام العيد مع الشاعر الكوباني الذي ظهر أيضاً في النيل الأزرق برفقة المطربة ندى القلعة. الشاعر إسحاق الحلنقي من أكثر الشخصيات حضوراً في برامج رمضان والعيد حيث تجول مع المطرب كمال ترباس في (حكاوي الأغنيات) على مدى ثلاثين حلقة وقدم برنامج (في ضيافة مبدع) وظهر أيضاً في قناة الشروق مع الملحن صلاح إدريس في تكرار ملّه المشاهد. صلاح إدريس ظهر لأول مرة على الشاشة مغنياً بترديد أغنية (الأبيض ضميرك) فلم يكن أداؤه منسجماً مع الفرقة الموسيقية وكان الأجدر به الحديث عن تجربته كملحن. حلقة (أغاني وأغاني) في العيد لم تأت بجديد سوى تهانئ المشاركين في البرنامج الذي استنفد أغراضه ولا داعي لاستمراره في العام المقبل. و(أغاني وأغاني) تحكمه المجاملات في اختيار المطربين الشباب ووجود هذا الكم الهائل منهم أحدث زحاماً في الأستديو .