لم اتخيّل أن شخصاً غيري تأثر حتى سالت دموعه عندما قرأ معلقة أستاذنا وأستاذ الأجيال الشاعر والأديب الكبير وابن مدينة «ودمدني» الزاهية الباهية عبد الحليم سر الختم، التي أنشأها تغزلاً في الجيش السوداني العظيم، ونشرتها «آخر لحظة» في صفحة واحة الشعر يوم الجمعة الماضي.. لكنني اكتشفت أن غير بكى عندما اطلع على تلك المعلقة التي بدأها شاعرها الكبير عبد الحليم سر الختم ب: ماذا عليّ لو ادكرت قليلاً وتلوت سفراً بالعطاء حفيلا عرفت ذلك يوم أمس، عندما شرفني بالزيارة الأخ والصديق الأستاذ محمد سليمان محمد علي، الأمين العام للمجلس الأعلى للدعوة الإسلامية، في مكتبي بالصحيفة، بحضور الأستاذ عبد العظيم صالح مدير التحرير، وهما رفقة عمل وأخاء منذ أن كانا في اليمن السعيد، بينما قامت علاقتي بالأستاذ محمد سليمان منذ وقت بعيد لكنها توثقت بعد أن أدينا فريضة الحج في أحد المواسم الماضية، ولم أكن قطعاً ضمن الحجاج الرسميين أو المدعووين من أي جهة رسمية. قال الشيخ الأستاذ محمد سليمان إنه بكى عندماً قرأ القصيدة في «واحةالشعر»، وإنه استعرضها كاملة في أحد برامج إذاعة القوات المسلحة، مشيداً بالصحيفة وبرئيس تحريرها الفقير لله كاتب هذه المادة، وأشاد بصفحة الشعر التي تنشرها الصحيفة كل جمعة، وقال إنه ظل يبحث عمن يشرف على هذه الصفحة التي تجيء غفلاً عن أي اسم في الإشراف إلا أن بحثه لم يعد عليه بنتائج. قصصت على الأستاذ محمد سليمان عن كيف وصلت هذه المعلقة «تحية للقوات المسلحة ونداء للحركات المسلحة» إليّ، إذ كان ذلك في الثاني عشر من يونيو الحالي عبر رسالة عن طريق بريدي الإلكتروني، بعث بها إليّ الأستاذ مصطفى الجيلي خواجة، من مدينة ودمدني ومعها مقال خاص به يحمل اسم «الحزب الجامع وأحلام الإمام الصادق». قرأت المقال وقرأت القصيدة، فانتابتني حالة من الفخر والزهو والعرفان الجميل، ووجدت أن دمعة سالت من عيني لموقف هذا الرجل العظيم والشاعر الفذ الذي يعيش الآن رهين المحبسين، ويتفوق علينا بهذا الحس الوطني الذي يلامس حدود الأرض ويتعالى إلى حدود السماء. تحدثنا كثيراً، واقترح علينا الشيخ الأستاذ محمد سليمان أن نتبنى مبادرة لتكريم هذا الشاعر الفذ وأن نشارك جميعنا في ذلك، وأن تكون ذات المناسبة فرصة لعلاجه في الخارج. وقبل أن يغادر الأستاذ محمد سليمان الصحيفة مد لي يده بمقال «مهيب» سيرى النور قريباً بإذن الله، وهو دراسة مقارنة ما بين أحمد شوقي أمير الشعراء وعبد الحليم سر الختم أمير الجزيرة.