ما يفرقنا عن الغرب إن الغرب «يهتم جداً» بالخبرات وفي كل المجالات، أما نحن لا «نهتم جداً» بأي خبرات.. وبالنسبه للغرب الكوادر الجديده يتم تدريبها على أيدي الخبرات وهذا إن دل إنما يدل على مدى الوعي والفكر الرأسي اللذين تقوم عليهما دولهم و نماؤها من كل النواحي السياسيه والثقافيه والاقتصاديه، وكل مكنونات التطور تحسب عندهم بالمسطره والقلم.. أما نحن لدينا سياسه غريبه جداً، في العالم العربي نضع عمراً محدداًِ لعطاء الإنسان، ونحسب على أساس سنوات العمر ونحدد نهاية قدرته على العطاء، ..كيف ذللك..؟! وبرأى غير مؤسس وغير مفهوم يصبح الرجل أو المرأة فى لحظة عديم الفائدة.. هذا المصطلح لايجوز على الإنسان ، فعدم الفائدة تأتى عند الاستخدام للأشياء والاستفادة منها وبعد ذلك تصبح عديمة فائدة .. هل الإنسان يمكن أن تطبق عليه مثل هذه الأوصاف ؟ وهل مناداة الغرب بحقوق الإنسان واحترامهم لهذا البند بالذات فى الحياة سبب نجاحهم...؟ نعم فنحن عند وصول الموظف- أياً كانت وظيفته- لسن الستين أو سن التقاعد، وهذا المسمى الغير مقبول «التقاعد» يعتبر الإنسان وفى لحظة من المهملات كيف بالله ..؟ هل تلف عقله أم تلف قلبه أم الأفكار التى فى ذهنه والخبرات وخبرات السنين وتجاربها أصبحت خربة وعلى أي مفهوم مدى خراب البشر عندنا إذا كان هناك خراب... فواضعو القوانين أيضاً لقوانينهم زمن معين فبعد تقاعدهم تبطل قوانينهم، لأن من وضعوها فى يوم من الأيام أصبحو الآن متقاعدين، وتقاعدت قوانينهم التى وضعوها معهم ..كيف والأمم بتجاربها وخبراتها تتقدم وكيف نلغي نحن تجارب وعقول وخبرات مازال فيها النبض والحياة ومازالت للأفكار بقية.. كيف نصادر جيلا وعمقاً وقوة.. وكيف نلغي الناس بجرة قلم ...لن نرقى ولا نحلم بأن نرقى ولو لجزء قليل لحضارة الغرب ومدى احترامهم لطاقات ناسهم..«الكشف الجاي»...أصبح رعب كل المؤسسات وأصبح الأداء مقروناً بالكشف القادم.. وهذا الرعب يخلق إحساساً مزدوجاً وهو إحساس لماذا الاجتهاد وتكملة المسيرة والعطاء.. وإحساس آخر وهو لماذا لا استفيد من المدة الباقية لصالح مصلحتي الشخصية ....ويتعارك الإحساسان داخل المواطن المرعوب من ادراج اسمه فى الكشف القادم والإحالة للمعاش والمبكر فى أغلب الأحيان فيفقد الرغبة في الأداء وحتى التفكير، لأن القوانين تلغي وجودهم وخبراتهم بجرة قلم . أدرى أن إحالة الموظف للمعاش تتيح فرصاً للشباب والدماء الجديدة ولكن ........... للموضوع المطروح بقية سأطرحها تباعاً.