إلتقينا الخميس (20/6/2013) عصراً بإحدى الواوسيات بريفي بحري الشمال يتقدمنا على المنصة الموشاة الأنيقة الناشط الهمام الدكتور (عبد الرحمن أحمد الخضر) والي الخرطوم.. مستضيفاً ومتشرفاً على الجميع المحتشدين بحضور الأخ الدكتور (نافع علي نافع) نائب الرئيس/ الرئيس الشامل للمؤتمر الوطني وكان بالتشريف رئيس المجلس التشريعي للخرطوم (محمد الشيخ مدني) و الوزراء والمعتمدون والرموز والقيادات .. والجماهير المنشرحة تعلوها كلها فرحة غامرة بما تم ورعاه معتمد بحري (د. ناجي محمد علي منصور) ولجنته العليا من (45) نابهاً وشيخاً من أرباب ذلك لإحياء وتفعيل سنة الزواج الجماعي والتكاثر.. ثم تنافسوا على هذه الفضيلة التي لا يكسل عنها أو يتركها إلا غافل.. وهم (أي القرى المتحدة) ومنها (الواوسيات) قد رفعوا شعار (زواج البركة) منذ بداية التسعينات (أي في 1991م) وتراخوا عن الزواج الإنفرادي إلا قليلاً.. وهم يرمون إلى قول المجتبى (صلى الله عليه وسلم) - أقلهن مهراً أكثرهن بركة- وبين يدي الجميع حديثه الشريف (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج.. فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج..) ومن هنا درجت لجانهم الفرعية على تشجيع الشباب على هذه الخصلة الهامة.. والمنشط الحياتي.. وهو (الزواج) فهم لا يطلبون من الشاب المجتهد في الزواج إلا توافقهما (أي الشاب والشابة) وموافقة أولى الأمر.. فتقوم اللجنة المعنية بكل ما يؤدي إلى أخذ الشاب بيد عروسته.. في مظهر جماعي بهيج يسر الأمهات والآباء والجيران وكل المسلمين فيالها من سنة (واوسية) ريفية (أربابية) نهضت على تيسير شأن الزواج والعفاف والتكاثر وهم يقرأون قوله (صلى الله عليه وسلم)- أطلبوا الرزق بالنكاح- (أي بالزواج) ثم تعلو الهمة والمسؤولية حين يقرأ هؤلاء الشباب الذين تزوجوا (وأمر أهلك بالصلاة وأصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نزرقك) وما أنعم الله به علينا في السودان هو أرض ذات فجاج وأنهار عذبة نقية وبحار وسماء ذات سحب متراكبة.. وفصول زمانية تحي فينا الآيات والسنن.. ومن هنا نقول (الله الذي خلق السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات زرقاً لكم وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره وسخر لكم الأنهار.. وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر الليل والنهار وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار..) من منطلقات هذه المرتكزات الراسخة تقدم (666) شاباً وشابة في زي عرسان وبإحتشام تزغرد لهم الأمهات ويهتف لهم الجميع.. ويرسمون للحضور كله عزيمة وبهاء البيت السعيد.. وتحمل المسؤولية الجديدة .. ثم الإنصراف للهم الوطني والبناء.. عبوراً لليوم المشهود بثقة وأمل كبير.. وكلنا في هذا الحشد والإحتفاء بدأنا نقرأ (من سن في الناس سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة..) وآخرون يرددون الأثر الشريف (من أبتلى بشيء من هذه الجواري- أي البنات- فسأل أحدهم النبي (صلى الله عليه وسلم) (وإن واحدة) أي بنت واحدة.. فأجاب (صلى الله عليه وسلم).. (.. وإن واحدة) وبهذا المنوال أحيا هؤلاء القوم بقرى (واوسي) الخمس وغيرها أحيوا سنة وطريقة هميمة جاذبة وهي تتالى الزواج الجماعي بين الشباب والشابات بين السنة والأخرى.. وهم قد بدأوها بمقدار (302) شاب وشابة في عامهم (1991م) ولم يتوانوا أو يترددوا قط حتى وصلوا في منظومتهم هذه إلى عامهم ال (13) وهو عامنا المطابق هذا (2013) وكان عام المناسبة السابقة لهذه (2011) كان الزواج فيه لمقدار هو (614) شاب وشابة أما إن طرقت جمع ومقدار الأزواج والزوجات في كل المنظومة حتى اليوم فعددهم وعددهن (4116) شاب وشابة وهذه الآلاف (الأربعة) وزيادة فقد دخلوا الحياة بكل ثقة.. وأبناء الأولين من هؤلاء منهم من يشهدون بأنفسهم هذه المناسبة الحية القاصدة ولا ينسى مواطنو هذه القرى بعض القيادات التي شجعتهم ووقفت إلى جانبهم.. كما يقف معهم الجميع اليوم فلا ينسون منذ (1991) الراعي (لواء/ محمد عثمان محمد سعيد) - رحمه الله- ود. إبراهيم عبيد الله - رحمه الله- ولا ينسون يومها (د. الحاج آدم يوسف) أطال الله عمره.. ولا ينسون عام (1992) العميد (يوسف عبد الفتاح) حفظه الله وكذلك عام (1994) بد رالدين طه- رعاه الله- ومن ثم عام (1996) د. مجذوب الخليفة أحمد (رحمه الله) وعبد القادر محمد زين.. وقتها وكذلك: محافظ الحصاحيصا حينها- الوسيلة حسن منوفلي- ومحافظ بحري حينئذ (الحريكة عز الدين) وهكذا.. وهكذا.. فكل من سار على الدرب وصل.. فهذا منشط جليل يقتدى به ويحذو حذوه الآخرون كما نرى في بعض أرجاء السودان.. وكما فعلنا في الولاية الشمالية بين (2001-2004م) فوصلنا (7.300) شاب وشابة.. وكما درجت ثورة وحكومة الإنقاذ هذه.. منذ نظرتها للأفق ولذلك يقول النبي (صلى الله عليه وسلم) الدال على الخير كفاعله.. وإلى الأمام والله أكبر.