قال تعالى في محكم تنزيله «وجعلنا من الماء كل شيء حي» صدق الله العظيم.. والماء من أبسط مقومات الحياة، فعندما افتتح رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر محطة مياه العزازة بولاية القضارف، نزلت برداً وسلاماً على مواطني المنطقة التي يطلق عليها اسم مثلث العطش. وما أن فاضت أول قطرة من تلك المحطة إلا وفاضت دموع الرجال فرحاً بهذا المشروع الذي طال حلمهم وشوقهم إليه، كيف وقد ظلوا ينتظرونه عشرات السنين وكل تكلفته لا تتجاوز ال«14» مليون جنيه.. فسكان مثلث العطش الذي يتكون من العزازة، صفورة، قنقليسة، صبرنا، أم بليل، دويدة وسايس، فقد كانت حياتهم جحيماً بسبب انعدام المياه. وقد حكى المواطن صالح بشارة عن تلك المعاناة وهو يخاطب احتفال افتتاح المحطة، وأكد أنهم توارثوا هذه المعاناة من أجدادهم منذ عشرات السنين، وقال إنهم كانوا يجلبون المياه من منطقة دلسة بالقضارف وفي ذلك مشقة وصعوبة في الترحيل، إلا أن الطامة الكبرى كانت في أن هؤلاء المواطنين كانوا يشاركون حيواناتهم مياه الحفائر التي لا تخلو من التلوث، وقال لم نصدق الآن وبعد هذه السنين أن نشرب مياه نقية، وأضاف عندما نزلت أول قطرة من مواسير المحطة فاضت دموعنا وبلّلت الأرض قبل المياه. وبساطة أهل تلك المناطق جعلت مطالبهم بسيطة، وطالبوا رئيس البرلمان بأن يكمل المرحلة المتبقية من مشروع المياه الذي ساعدهم في الزراعة التي يعتمدون عليها في معيشتهم. وقال بشارة مخاطباً أحمد إبراهيم الطاهر: نحن نطمع في دعمكم ومساعدتكم لنا في هذه المنطقة التي تحتاج إلى كثير من التنمية. أعداء التنمية: مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني الذي قام بافتتاح المشروع بجانب تشريفه لتخريج طلاب عزة السودان بولاية القضارف أحاطت به جموع المواطنين رجالاً ونساء.. خاطب الجميع وقال: إن الحكومة تسعى للتنمية، وأعداؤنا ما بخلونا نواصل المشوار فظلوا يحاربونا 20 سنة». وأكد أن الحرب لا تزيد البلاد إلا قوة. وأكد على ضرورة تقسيم التنمية والموارد بنسب عادلة لكافة الولايات، وقال «عايزين كل مناطق السودان تصلها التنمية»، ووعد الطاهر أهل العزازة بمزيد من الخدمات والتنمية مؤكداً أن القوات المسلحة تعمل على حماية البلاد في كل المواقع. وشن الطاهر هجوماً عنيفاً على الجبهة الثورية واتهمها بالتآمر مع أمريكا وإسرائيل لتدمير التنمية وإيقاف عجلتها بالبلاد، وقال: الخارجون على القانون الذين ظنوا بلجوئهم لإسرائيل وأمريكا وخيانتهم للوطن يستطيعون ان ينتصروا في الحرب ويحققوا أهدافهم العسكرية، قد خاب فالهم وانقلب عليهم بالبوار في الدنيا والآخرة».. وقال أعددنا لهم الجيش السوداني ليحمي الحدود ولا يستطيع أن يدخل السودان الانتهازيون والخونة. أما نائب الدائرة ورئيس الهيئة البرلمانية لنواب ولاية القضارف في البرلمان محمد إبراهيم وصف أوضاع المواطنين قبل توصيل المياه للمنطقة بالسيئة للغاية، وقال إنهم كانوا يشترون برميل الموية ب«10» جنيهات موضحاً أن منطقة العزازة تنعدم فيها المياه الجوفية، لافتاً إلى أن بعض المنظمات قامت بعمل دراسات للمشروع لكنها فشلت في حل المشكلة، مشيراً إلى أنها واجهتها صعوبات في تمويل المشروع مما آخر تنفيذه لمدة «4» سنوات، موضحاً أن حكومة الولاية وديوان الزكاة وفرتا مبلغ «11» مليون لتنفيذه إلى أن أصبح واقعاً معاشاً، مؤكداً أن المنطقة تحتاج لكثير من مشاريع التنمية المتمثلة من سفلتة طريق القضارف سمسم بديتقو بطول «57» كلم، مشيراً إلى أن تمويل هذا الطريق من صندوق إعمار الشرق، لافتاً إلى أهمية منطقة العزازة الاقتصادية بالنسية للبلاد كافة، موضحاً أنها تشتمل على «44» قرية زراعية وكثافتها السكانية عالية جداً.