وصل الخرطوم أمس الدكتور رياك مشار نائب رئيس دولة جنوب السودان يرافقه وفد رفيع ضم وزراء الداخلية والنفط والشؤون الإنسانية والموارد المائية، في زيارة تستغرق يومين، وكان في استقباله بمطار الخرطوم النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، وفور وصوله أجرى الجانبان مباحثات مكثفة بقاعة الصداقة بالخرطوم حول القضايا العالقة بين البلدين بحضور وفدي التفاوض بالدولتين. وتستمر المباحثات اليوم توطئة للخروج ببيان مشترك حول ما توصل إليه الطرفان. وفي الاتجاه ذاته استقبل المشير عمر البشير رئيس الجمهورية أمس ببيت الضيافة مشار والذي وصل البلاد في زيارة رسمية تستغرق يومين يجري خلالها مباحثات تتعلق بدعم وترقية مسيرة العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم المصالح المشتركة لشعب السودان والجنوب.ورحب البرلمان بزيارة مشار وشكك في الوقت نفسه بالتزام حكومة الجنوب بمخرجات لقاء طه ومشار، منوهاً إلى عدم تنفيذها لاتفاقيات سابقة تمت بين رئيسي البلدين. وفي الأثناء اتهم البرلمان دولة الجنوب بالاستمرار في دعم الجبهة الثورية حتى الآن، وكشف نائب رئيس البرلمان هجو قسم السيد أن آخر معلومات الأجهزة الأمنية حتى أمس الأول تؤكد استمرار دولة الجنوب في دعم الجبهة الثورية بجانب تدخلها في حل الخلافات الداخلية للجبهة حول من توول إليه رئاسة الجبهة لعبد العزيز الحلو أم لأبناء دارفور، وقال في تصريحات صحفية أن الدعم مازال يتدفق من عبر الجنوب سواء كان من الخليج أو غيره. وأكد في الوقت ذاته التزام الحكومة بالمصفوفة، إلا أنه قطع بسريان قرار رئيس الجمهورية بإغلاق أنابيب نفط الجنوب خلال (60) يوماً حال عدم التوصل لحلول وأعرب عن أمله في أن يتوصل الجانبان لحلول نهائية. وقال نائب سفير دولة جنوب السودان بالخرطوم كاونك إن زيارة مشار هدفت لتسوية الخلافات بين البلدين وهي ترجمة لاجتماع اللجنة العليا المنبثقة عن آليات اتفاقيات التعاون المشترك والمصفوفة الأمنية واجتماعات اللجنة العليا برئاسة النائبين، وأبان كاو أن اتفاق التعاون كفل للجنة العليا حل أي نزاع، مشيراً إلى أن طه ومشار يتمتعان بصلاحيات وتفويض للتوصل لاتفاق، وقال حال لم يتوصل الجانبان لاتفاق يمكن رفع الأمر للرئيسين البشير وسلفاكير حتى الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي.