يجيء الاحتفال باليوم العالمي للبيئة ونحن نعاني من التردي المريع في البيئة من حولنا فأكوام التراب وبقايا البنيات والنفايات تحاصرنا في كل مكان ناهيك عن المجاري التي تكاد تفيض بالذباب والحشرات في بعض مناطق العاصمة وماحولها والمشهد الأكثر ايلاما هو محاولة المحليات القيام بعمليات النظافة واخراج الطين منتن الرائحة والأوساخ وبقايا الأكياس من بعض المجاري وداخل الأسواق وتركها هكذ دون رفعها او الاستعانة بالعربة المخصصة لنقل النفايات ويبقى الحال كما هو عليه وكأنك (ياابوزيد ماغزيت) الولاية تشكو وتفيض الما ونحن مازلنا نتفرج سادتي والخريف على الأبواب يبسم هازئا، من ينتظر من؟ المواطنون ينظرون الى الفعل انه واجب الحكومة والأخيرة رغم الجهود المبذولة الا انها لاترقى لمستوى الطموح فلابد من اشراك الجهد الشعبي بفعالية، قد يبدو الأمر( زي حجوة ام ضبيبينه) لدى البعض لكنها الحقيقة التي ينبغي ان ندركها جميعنا لابد من عمل كبير يلفت الأنظار الى اهمية تغيير سلوكنا فدرجات الحرارة المرتفعة تكاد تنذر بتسونامي من نوع آخر يكاد يحرق الحرث والنسل، السؤال الذي يلح باصرار اين دور المنظمات والاتحادات الشبابية الاتحاد الوطني للشباب السوداني وطلاب ولاية الخرطوم الذين اصبحوا فقط يقومون بأدور الكبار والمظاهر الفارغة والتكريمات واصدار البيانات في غير معترك والكثير من الجهات التي يناط بها القيام بالعمل لصالح البلاد والعباد استوقفتني بعض المبادرات التي قامت بها بعض الجهات مثل فندق كورال الذي يحتفل بالمناسبة سنويا ويتشارك العاملون و(بمديرهم) في نظافة المنطقة المحيطة الى جانب مبادرة اعتبرها من نوع آخر مجموعة ( القرين تيم ) من المركز الثقافي البريطاني في حملته البيئية الأولى والذين تشاركت معهم النقاش والأفكاروبعض الزملاء الاعلاميين لجعل (الخرطوم خضراء) ووجدت المبادرة التقدير والاستحسان من الجميع فالمجموعة بقيادة شابة بريطانية مهمومة بنظافة بلدنا وهذا لعمري يجعلنا نشعر كثيرا بالأسف والخزي لما آل اليه حال النظافة في البلد ويدل على نبل مشاعرها ونقدر لها ولهم في البرتش كانسل ، دار نقاشنا حول كيف نجعل الفكرة جاذبة وان نجعل المواطنين يتشاركون معنا وكانت العديد من المقترحات أبرزها ماطرحه مدير العلاقات العامة بقناة الشروق الزميل معاوية عمر صديق بإشراك نجوم المجتمع والكرة لقيادة الحملة الى جانب المقترح الذي قدمته بتحفيز المجتمع بعمل مسابقة كبرى في مجال النظافة والتشجير وتنسيق الحدائق أمام المنازل و مداخل الأحياء ومخارجها والتنسيق مع المحليات والمعتمد والوالي الذي كان قد اطلقها ثورة مباركة خضراء و كنت قد كتبت عن هذا في عمودي وقدمته كمقترح بديلا عن الصرف على اللجان وتبديد الأموال العامة في نثريات و(ظروف) وخلافها واهمية اشراك المواطن وتحفيزه بالجوائز والمسابقات على اعلى مستويات الدولة وبتشريف رئيس الجمهورية ان امكن، فنشر الوعي البيئي والنظافة قضية خطيرة لابد للولاية من اضفاء بصمة بيئية مميزة وتكبير رأس المال البيئي والاستفادة من الطاقة المتجددة فالآثار السالبة كما تحدثت ربيكا رونسن رئيس القرين تيم تطال الجميع فالطريقة التي توضع بها النفايات بحاجة لإعادة مراجعة لابد من فصل النفايات السائلة عن الصلبة فالاحماض والمواد السامة والغازات المنبعثة من اختلاط النفايات المنزلية والمصانع والنفايات الطبية خطر على الجميع حيث ان غالبية الكوارث البيئية من اختلاط النفايات، سادتي لابد من تنوير الناس وتبصيرهم بإعادة تدوير النفايات وعمل المصانع المتخصصة والتي ربما اسهمت في ايجاد فرص عمل لهؤلاء العطالى الذين يجلسون على قارعة الطرقات نعم لابد من تكثيف الحملات التعبوية والارشادية وان تكون حملة قومية (ذي اعلانات شركات الاتصالات) في الراديو والتلفزيون والصحف وحتى المجلات الخاصة فالهم عام وخاص صوت أخير: كثيرا ماسمعت بكلمة الجمت المفاجأة ولكني عرفت معناها حقا عندما سمعت بأن مراسل الصحيفةعبداللطيف الذي استشهد مازال على قيد الحياة والمرة الثانية عندما كنت بصدد إجراء حوار مع الآستاذة امينة صالح المرأة التي عملت الى جانب البروفسير العلامة عبدالله الطيب في تسجيلاته المسموعة بالاذاعة وفور دخولي لمنزلها في العزوزاب وجدت الزميلة محاسن من قسم اللاب هى شقيقتها والجمت المفاجأة لساني في الحالتين وخلال يومين.