من من النابهين لا تعيش في مكنوناته وذاكراته المؤسسة الوطنية الخالدة(بخت الرضا) التي صيغت وتصاغ فيها كل المناهج الدراسية للمراحل التعليمية.. ولكم تفتخر وتهنأ ولاية النيل الأبيض بل مدينة (الدويم)تفتخر بوجود هذه المؤسسة على مر العقود بها هنا.. وتسنمت ذرى التعليم المدرسي حتى صارت (جامعة بخت الرضا)بالنيل الأبيض.. وظل منبر المناهج مركزاً شامخاً تتهادى إليه كل فعاليات المناهج التعليمية والتوجيهية لتصير تربوية منضبطة تسمو بالعقول والأرواح ومن هنا - وكما ذكرت لكم يوماً- عكفنا نحن في الكشافة السودانية طيلة(ستة)أشهر كاملة بلجنة من خبراء المناهج وناشطي الكشافة القومية لوضع وصياغة منهج يتناسق والمناهج الدراسية القومية ليكون بين المنظومة التعليمية بمراحلها كلها.. سيما وأن الكشافة تتماشى وتحوي (ثلاثة)تدرجات تربوية شبابية هامة تبدأ بالناشئين وتعبر بهم للمراحل السنية المتلاحقة حتى يرتقوا إلى القادة بالتدريب والتتويجات والمسميات الواعدة لرسم كل مراحل وأنشطة الحياة تحت شعار (كن مستعداً)فتلك التدرجات هي(التربية ا لمدرسية)بكل موجهاتها.. ثم (تحلقات الرفقاء)والأصحاب وحياة المجتمع.. أما الثالثة فهي (حياة الأسرة)وتوجيهاتها المعلومة ومراقبتها لنمو وتطلعات الناشئة ليراعوا كلهم توجيه النبي (صلى الله عليه وسلم)- علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل.. بل مروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثباً).. وقيل لهم.. أرموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً)وكما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم ( مرو أولادكم بالصلاة لسبع وأضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع)وكما قيل لكم أنتم القادة والآباء والرواد في الحكمة المشهورة (سافروا ففي الأسفار خمس فوائد.. تفريج هم وإكتساب معيشة ونيل علم وعبر مسافة وصحبة ماجد)هكذا يجد الشباب بمراحلهم تلك قد أحتوت كل مساراتهم - مدرسية ومجتمعية وأسرية).. إحتوتها أنشطة الكشافة على كل مناحي الحياة وعلى سنامها الواجب (نحو الله)ثم (النفس)ثم (الآخرين)ثم (الوطن).. فهذا التوجه المنهجي حرصنا نحن أن نصوغه في مصفوفة تربوية بايدي مختصين في المناهج وناشطين في الاستراتيجية الكشفية.. فحين تكاملت صياغات هذا المنهج الكشفي التربوي الوطني جلسنا مع الإخوة في وزارة التربية الاتحادية وتحت سقف مختص المناهج فوقعنا عقداً وعهداً بين الكشافة وإدارة المناهج بالوزارة فحواه أن يعتمد هذا المنهج المصاغ ويتنزل إلى المراحل الدراسية المتدرجة.. فكان هذا حراكاً ناشطاً لتنشئة أبنائنا على الطموحات والظروف الحياتية المتلاحقة أيضاً.. لنحقق مرمى الشاعر العربي: وينشأ ناشيء الفتيان منا* على ما كان عوده أبوه... وحين تبوأنا في إدارة الكشافة القومية هذا المنحنى صعدنا بالأمر للمنظمة الكشفية العربية (بالقاهرة)والتي تضم كل الدول العربية (22)دولة طامحة.. والتي على قيادتها - أي المنظمة العربية- على قيادتها إبن السودان الناشط (د. عاطف عبد المجيد)فحين علم هو بالأمر كله ورأى محتوياته ومراميه تابعه ثم تبناه .. وشجع عليه الدول العربية الأخرى .. ومن هنا حرصت جمعية الكشافة السودانية على تركيز هذا المنهج.. وتقدمت في طرحه باقامة منتدى وورشة وطنية بقاعدة المناهج الوطنية في (بخت الرضا)بالدويم.. وحددت لها شهر رمضان هذا بالقاعة الأنيقة الكبرى في بخت الرضا.. وتحت رعاية إدارة المناهج ومشاركتها.. فكان حضور وزارة الشباب والرياضة الاتحادية.. وجامعة الخرطوم.. وجامعة شندي.. وجامعة كردفان.. وآخرون.. وباستضافة ودعم من وزارة الشباب والرياضة بالنيل الأبيض.. وكان أخي الوزير (الطيب الجزار)ناشطاً وحريصاً على إنجاح هذا المنتدى التاريخي.. ثم كان حضور وإقامة أمين المنظمة الكشفية العربية (د. عاطف)وهو قادم للدويم من القاهرة لهذا الحدث الشبابي الهام فشارك بفعالية في هذه الورشة بكامل انعقادها.. وهو (أربعة أيام)تامة حيث خرجت بتوصياتها وموجهاتها وعضدت كل الأطراف والفعاليات المشاركة وساندت وبقوة هذا المنهج الكشفي التربوي وتنزيله على كل المراحل المدرسية ليتنامى دولياً بفحوى راشدة.. مع إضاءة الحكمة الراكزة لليوم الماثل والغد القاصد وهي (أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أم من يمشي سوياً على صراط مستقيم)فكان هذا هو الملتقى الذي صعدت إليه الوفود وعبرت (كبري)أو جسر الانقاذ لمدينة الدويم التي كنا لا نعبر إليها النهر إلا (بالبنطون)الزاحف على الماء.. وكانت هذه هي ورشة الحادبين والناشطين للمنهج الكشفي ببخت الرضا للفترة (17-20/2013)ولا ينسى الناس الكرم والجود والأريحية وهم بين أهليهم بولاية النيل الأبيض خاصة عندما أصطف شباب أمام (بص)قادم من الخرطوم لهذه المناسبة فوقفوا على الأسفلت بقرية (الأعوج)فلم يتركوا الركاب حتى أنزلوهم للجلوس لإفطار رمضان و الشمس قيد رمح للغروب .. فيا بخت الرضا هنيئاً لكم.. والله أكبر.