وقعت قبيلتا البني حسين والأبالة الرزيقات،على إتفاق صلح يطوي صفحة الخلافات التي جرت بينهما على خلفية الأحداث الأخيرة بجبل عامر،وأعلنت رئاسة الجمهورية مباركتها للصلح مؤكدة إلتزامها ببسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون. وشهد الاستاذ على عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية،ود. التجانى السيسى رئيس السلطة الاقليمية لدارفور ووالي شمال دارفور الأستاذ عثمان كبِّر بمدينة الفاشر ؛أمس الأول مراسم التوقيع النهائى على اتفاق الصلح الشامل بين قبيلتى البنى حسين والأبالة (الرزيقات)،وبعض بطون القبائل العربية بالسريف - المحلية التي شهدت مقتل أكثر من مائتين وخمسين مواطنا سودانيا في الشهور والأيام الماضية - لانهاء النزاع الذى نشب بين القبيلتين وسط حضور كثيف من ممثلي القبائل والمسئولين بالدولة. الرجل الثاني بالدولة قدم التهاني للأطراف المتصالحة بهذا الصلح مشيدا بجمع الكلمة وإطفاء ماوصفها بنار الشيطان.معلنا مباركة مؤسسة رئاسة الجمهورية للإتفاق ومؤكدا في ذات الوقت التزامها به. ومن جهته حيا والي شمال درافور عثمان يوسف كبِّر الإدارات الأهلية داعيا إياها للإلتزام ببنود الصلح،ومشيدا بالإتفاقية التي كان له فيها أجر الإجتهاد بإقامة وتثبيت هيبة حكومته التي تمثل الرئاسة في شمال درافور،وهنا نذكر حديثه سابقا ل(آخرلحظة) والذي قال فيه كبِّر أن مشكلة جبل عامر بدأت بين شخصين،وتم التوصل لحلها،وكانت المصالحة بعد مرابطة من حكومته ولأربعة أيام متتالية،وزاد الوالي كبر بأنه ظل طوال تلك الأربعة أيام بقميص واحد..وزاد على ذلك في مقولة شهيرة نقلتها (آخرلحظة) على لسانه؛عن تلك الأحداث بأنها بسبب جنون الذهب وشيطانه..! وزير العدل محمد بشارة دوسة،إبن دارفور وأحد فرسانها،لم يرضه تفتق بيوتها وخشومها،وتناحر وتحارب أبنائها،ليؤكد بملء الفم،وبعد فرحة التوقيع على متانة النسيج الإجتماعي الدارفوري،مطالبا جميع الأطراف بتنزيل الإتفاقية على أرض الواقع.. الوفد المرافق للنائب الأول كان من الوزن الأمني(الثقيل)،مما طمأن الجميع أن الدولة تسعى لفرض سلطتها وهيبتها،مع الوضع في الإعتبار أن اللحظات الحاسمة؛والتفاصيل الدقيقة،تجد تعاملا جدياً من مؤسسة الرئاسة،مما جعلها - مؤسسة الرئاسة - تضع أذرعها القوية حضوراً وشهودا على الصلح بين الأبالة والبني حسين،تمكينا لفرضية هي أساس كل دولة ونظام؛وتحمل تأكيدا بصريح العبارة (نحن هنا..!). الوفد ضم كلا من وزير العدل محمد بشارة دوسة،ورئيس جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق محمد عطا وممثل لوزارة الدفاع والأمن الوطني،ووزير الداخلية المهندس ابراهيم محمود حامد،وأحمد سعد عمر وزير مجلس الوزراء. وختاما تستحضرني مناشدات عدد من قيادات البني حسين للرئاسة بإنقاذ أهل السريف من الجوع بسبب قطع الطريق على عدد من عرباتهم التي كانت تنوي التزود بالمؤن والإحتياجات الغذائية لمقابلة الشهر الفضيل،فبعد تحرك تلك السيارات من السريف صباحاً في إتجاه سرف عمرة،تم إيقافها ومنعها من الدخول للمدينة،ليعيش أهل السريف هلعا وخوفا من إنقطاع الإمداد الغذائي.. وبعدها أيضا تحضرني مناشدة عمدة البني حسين بالسريف عمر عبدالله النور ومطالبته بعد أحداث الأسبوع الأخير من يونيو الماضي لقبيلته ولقبيلة الرزيقات الأبالة بوقف القتال؛من أجل الوصول لحل يجعل الحياة سالمة ومستقرة للقبيلتين ولجميع بطون المنطقة،فوقف القتال سيفضي الي السلم والأمن اللذين ينشدهما الطرفين،العمدة النور طالب الجميع بوقف هذا العبث؛ ، لان القتل بدون وجه حق على حد تعبيره،مشيرا إلى أن الحرب ليس فيه منتصر ولا مهزوم .. فالخسارة طالت الطرفين وستمتد طويلا إذا لم يرجع أهل المنطقة لصوابهم.