أكتب هذا (الموضوع) والساعة قد تخطت الرابعة عصراً.. ماسبب لى ذعراً إن موبايلى لم يرن.. ولم يخطرنى بوصول رساله.. راجعته ليس مغلقاً وبطاريته مشحونه (وتمام التمام).. لم يتصل بى أحد واليوم يمضى.. كيف هذا.. وأنا الذى كنت مرات أضجر من توالى المكالمات وسيل الرسائل القصيره.. لابد أن أراجع حساباتى.. انظر الى الموبايل وأتمنى ان اسمع نغمتى المحببه.. أو تنبهنى نغمة وصول رسالة.. لم يحدث شئ وأكلان فى اعصابى يزيد من قلقى.. تذكرت عباره قالها المستشار الالمانى (هلموت كول) بعد أن ترجل عن سدة الحكم.. قال:متعب ومزعج ان لا يكف هاتفك عن الرنين لكن متعب ومزعج أكثر منه أن لا يتصل بك احد قبل اختراع الموبايل كان التعامل مع التلفون الثابت وهو يستخدمه الجميع فهو تلفون البيت وربما الجيران الذين لا يملكون هواتف ثابته.. لذلك كان رنينه يجعل كل البيت متحفزاً.. والناس يجرون حتى يرفعوا السماعة فقد كان فى الغالب يحمل خبراً سعيداً أو غير سعيد وكان لى معه تجربة عجيبة.. ذلك إننى كنت والفتاة التى احبها نتكلم سراً بالتلفون.. ولم يكن ذلك متاحاً إلا بعد منتصف الليل فكنت أحمل الهاتف أو اظل بقربه طوال الليل ويدى فى حالة استعداد لرفع السماعه سريعاً حتى لا يسمع ناس البيت الرنين فتجدنى ما أن يهم بالرنين حتى أكون قد رفعت السماعه.. وهى ايضاً تفعل ذلك وانظر أى رهق كنا نبذله حتى نحظى بمكالمه مع من نحب الآن ذلك من ايسر الامور..واصبح لكل فرد هاتفه الخاص به يحمله فى جيبه فياله من تقدم مذهل بالنسبة لنا جيل التلفونات الثابته.. والمبذولة للجميع لم يمر الهاتف دون توثيق فقد تناولته الاغانى بصوره او باخرى.. فسيد خليفه يصرخ فى اغنيه خفيفه حلوه.. الو منو. اهلاً سلام.. ياسيد عمرنا وسوسنو .. وصلاح مصطفى يعلن فى عذوبه.. ضربت اقول صباح الخير واشوفك كيفن اصبحت.. ومحمد أحمد عوض يعلن فى فرح: ضربت لي التلفون وجرسو رنه قال لى هالو.. انا قلبى حن.. والراحل المقيم التجانى مختار يقول معلناً ابتهاجه.. رد فى التلفون.. رد فى التلفون الليله ولثنائى النغم أو غيرهما اغنيه تقول ادانى عنوانو أو نمرة التلفون.. ومن اوائل المسلسلات السودانيه (تلفون الحبايب) لعادل ابراهيم .. من المعاصرين لم استمع الى اغنية عن الموبايل او الجوال بيد ان لطه سليمان الفنان الشاب اغنيه تقول : دقيت ليهو ما رد..ولصديقنا الشاعر الريس محمد يوسف موسى اغنيه باللغه العربية الفصحى يغنيها سيد خليفه اسمها صوت السماء يقول فى مطلعها: ياصوتها لما سرى مثل الحرير نعومة ونداوة وتكسرا ولكن لم نعرف هل صوتها سرى عبر الهاتف او عبر الاثير ولصديقنا الشاعر محمد احمد سوركتى اغنية تنتظر الملحن والمغنى قال فيها: اهو الجوال اصبح مرسال محل ما نمشى يلقانا ومنو بنعرف الاحوال وعاملين كيف فى دنيانا فجاة يرن فى عز الليل بنفسى النغمه اياها واعرفك انت من صوتك دي كانت غنوة ردناها لاحسيت معانيها ولا حنيت لذكراها وتانى اتغيرت ارقام مع الايام نسيناها انتهيت من كتابة المقال ومازلت انظر الى الموبايل متوقعاً مكالمه أو رساله.. فأهتف : مس كول ياجماعه ..مس كول لله يامحسنين ..