بحثت عنها في كل المتاجر والمولات والأسواق ،وجبت لها المدن والمساكن والقصور لكنني لم أجدها ، قطعت لها الفيافي والوديان ، وركبت لها الحافلات والقطارات والطائرات ، تفرستها في الوجوه فلم أجدها ،وقررت أخيراً بعد أن أنهكني الجهد ونال مني نصيبه بأن أبحث عنها في الشوارع والأزقة ، فعبرت أحد الأزقه فلم أجد شيئاً ، وبتكاسل عبرت آخر فوجدت طفلاً صغيراً مهلهل الثياب ورث فبدأ عليه أن هذا الزقاق مسكنة وموطنه ؟ فسألته هل لاقتك؟؟ قال ماهي؟؟ قلت السعادة؟؟ إندهش من هذا السؤال الغريب الذي لم يفهم له شيئاً ورد محركاً رأسه بالنفي ، فتحت حقيبتي وأعطيته نقوداً بسيطة (دي ليك أشتري بيها حلاوة) فرح فرحاً شديداً حينها صرخت من أعماقي وجدتها نعم وجدتها في فرحة ذاك الطفل الصغير،، فتذكرت بأسى أننا في غفلة كبيرة فالنبي صلي الله عليه وسلم كان يقول تبسمك في وجه أخيك صدقة، ونحن مكفهرو الوجوه أفلا نتصدق بالقليل !! فإن الصدقة تدرأ عنا البلاء، كما أن دراسات علمية أثبتت أن أكثر الناس سعادة هم الذين ينفقون أموالهم لمساعدة الفقراء ، كما أنهم أقل إصابة بأمراض القلب (سبحان الله). فإذا كنت تريد الشفاء من الأمراض؟ ... وكنت تريد أن يظلك الله يوم لا ظل إلا ظله؟ عليك بالصدقة وقال النبي صلى الله عليه وسلم داووا مرضاكم بالصدقة، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفيء الماء النار فإن فضائلها كثيرة لاتحصي ولاتعد فقد ذكرنا القليل ،ونحن في هذا الشهر الكريم أحوج مانكون الي أن نتقرب الي الله بتلك العبادات... ملحوظة السعاده لاتباع ولاتشتري ولاتورث فقط نجدها في بسمة طفل صغير أو دعاء شيخ كبير أو لقمة نعطيها لجائع فقير،،