وعلي يا أحبة... هو السيد علي محمود وزير خزانة جمهورية السودان... وله نهدي عاطر تحياتنا... مصحوبة بخالص أمانينا بأن يهبه الله القدرة... على هوج رياح أشد ضراوة من تلك التي ارتعد منها حبيبنا(الجابري) مرفقة معها باقات من تهانينا وغبطتنا والرجل الآن هو نجم (شباك) جمهور السودان.. بل الرجل الآن محط الأنظار ومعقل مهوى الأفئدة.. وشخصه هو من تتجه إليه أنظار الفقراء والمرهقين و(المضاربين) والشاحذين لسكاكين ذبحهم(الحرام) وشفاههم تتلظى لأكل لحم أبناء شعبهم من فئة التجار الذين يصطادون ليس في المياه العكرة أو(الضحلة) بل هم على استعداد (لرمي) سناراتهم حتى في(زير) أو مجرد(كوز).. بالمناسبة يا أحباب أنا لا أحس بأي حقد نحو الرجل.. وماذا جنى حتى تمسه أضغاني..؟ هو في بساطة ويسر مثله مثل اي وزير مالية في العالم (الفقير) والمنهك من يحمل (وش القباحة) نيابةً عن الحكومة- أي حكومة وعن النظام- أي نظام... وحتى في العالم ذاك المترف والذي تغطي سماءه سحب و«دخاخين» المصانع... هو الذي يقدم الميزانية... وإن سقطت في (البرلمان) تسقط و(تتكوم) معها كل الحكومة.. أما على المستوى الشخصي فنحن لا نقدم له غير التوقير والاحترام... بل أنا من الذين احتفوا بتوهطه على ذروة وزارة المالية من أطراف الوطن البعيدة.. تلك التي كانت حكرًا مطلقاً لأبناء قلب الوطن. اليوم يا أحبة... و(زي ما قدم) الأستاذ علي محمود حزمته الاقتصادية... نقدم له.. بل أقدم أنا له (حزمة) هي أصالة عن نفسي ونيابة عن (روحي) مع فتح الباب واسعاً لأي من أبناء وطني للانضمام ل«حزمتي» ومقترحاتي ليجتاز الوطن هذه المرحلة الحرجة من عمره... ومن أيامه... ولترسو سفينته على ضفاف الأمان. دعوها تكن(ونسة) وإن كانت ونسة جادة مع الأستاذ علي محمود ونحن (حسنة) أو (رجالة) سوف ننفذ له(حزمة) الاصلاحات حتى وإن أصابنا رهق أو عنت أو نصب... ولكننا نأمل ونتمنى ونحلم بأن ينفذ الأستاذ علي (حزمتنا) والتي هي(تقشف) صوفي خشن نطلبه من الأحبة في الانقاذ (لنقلب) بيت شعر المتنبيء الذي هتف أمام سيف الدولة بعد أن أغرق الأمير سيف الدولة بأمطار حبه ووابل تولهه وسيف الدولة لا يعيره نظرة أو التفاتة، فما كان من الشاعر(المذلول) إلا وقال(ليت إنا بقدر الحب نقتسم)، والآن كل الذي نرجوه من الإخوة في الإنقاذ أن يستمعوا لنا ونحن نهتف (ليت إنا بقدر الشقاء نقتسم)... والآن أستاذ علي وقبل إبحارنا في نهر (حزمتنا) دعنا نهديك هذه الكلمات التي تئن منها أجهزة الحاسوب لتكون مدخلاً لنا ونحن في ردهات وزارة المالية وتماماً عند مكتبك الأنيق وإليك القصة: رئيسة ملاوي (ويس باندا) آلت لها البلاد وهي في ضائقة اقتصادية خانقة وملايين الجوعى... واتخذت اجراءات تقشفية منها: -بدأت بنفسها حيث خفضت راتبها بنسبة 30% -. -باعت 35 سيارة مرسيدس يستخدمها أفراد حكومتها - ألغت حوافز ومخصصات كثيرة من الوزراء والمسؤولين الكبار. - قلصت عدد الموظفين بالسفارات والقنصليات. - مؤخرًا باعت الطائرة الرئاسية لإطعام مليون جائع.. سألها مراسل (أول افريكا ملاوي) ولماذا الطائرة الرئاسية بالذات؟ قالت: «بالبلاد جوعى وصيانة الطائرة والتأمين عليها يكلفنا 300 ألف دولار سنويا، والمسافرون على الدرجة السياحية والدرجة الأولى جميعهم يصلون نفس المحطة في نفس التوقيت والرفقة في السفر ممتعة».