شكلت المرأة السودانية حضوراً طاغياً في المجال الإعلامي متقلدة عدة مناصب ومسؤوليات جمة، لا تهدأ ولا تستكين مابين تلك المسؤوليات وهموم ومتاعب المهنة.. في جلسة استثنائية مع المنتجة رشا هاشم الأمين والتي أطلت عبر برامجها إشراقة صباحية وهمسة مع سحر الغروب في الخرطوم وكانت أجمل عيدية ومن خلف الكواليس.. فضفضت ل«ست الحسن» عن الكثير المثير، وكانت الإفادات شيِّقة. حدثينا عن بداياتك في الحقل الإعلامي؟ - دخلت التلفزيون القومي كمقدمة برامج في 2004 وعملت مع الدكتور حمزة عوض الله في عدة محطات، وأول برنامج قدمته كان «زفة ألوان» بعدها وجدت نفسي في الإعداد البرامجي، وكانت بداياتي القوية «سهرة قناديل» والبرنامج الثقافي الفكري «الخرطوم تكتب».. والفضل في نجاحي لأستاذنا خالد لقمان الذي شجعني ومجموعة من الشباب بأن أوكل لنا مهام إعداد برامج وسهرات كانت تعتبر آنذاك حكراً وحصراً على بعض الأشخاص، وكان وجودنا في تلك البرامج في السهرات مثار جدل في الحوش، وحقاً لقد أسهمت تلك البرامج في صقل الإعلامية بداخلي، وتقول بقوة.. نعم تكونت شخصيتي في التلفزيون القومي ونضجت في الشروق، حيث كانت بداياتي كمنتج والذي يعتبر عمله مزدوجاً يقوم بالعمل الإداري والإعداد في ذات الوقت. لكنك اخترت الآن المهنة الأصعب «كمنتج» والمرأة بطبيعتها تفضل الأدوار السهلة؟ - في الحقيقة هي لا تهرب ومن حولها بطبيعتهم لا يميلون لأن يوكلوا لها مهام المنتج، وكان هذا في بداية عمل المنتج وبمرور الزمن أثبتت حواء جدارتها ونجاحها كمنتج، وبدون تحيز تكون أميز وأنجح من الرجل في برامج كثيرة. كيف قضيت فترة العيد؟ - عيدتُ داخل الاستديو وحضرت منذ الثامنة صباحاً وحتى بعد الظهر.. قضيتها في إنتاج برنامج الفترة المفتوحة، وسهرة عن أبطال الحكايات. وكذلك في اليوم الثالث، وبصراحة في العيد لم استطع معايدة أهلي وجيراني لظروف عملي . وماذا عن البيت.. يبدو أنك تقاطعين المطبخ؟ - في بداية إجابتي انتهز الفرصة وأحيي والدتي وصديقتي عواطف قريب الله، لأنها الوحيدة التي تحس بتعبي ومعاناتي، ولا أنسى شقيقاتي وهن يعملن على توفير كل سبل الراحة لي بالمنزل.. وبصراحتها تعترف رشا وتقول: نعم لا أقوم بأي عمل في البيت عدا يومي السبت والجمعة أدخل المطبخ وأعد وجبتي الفطور والغداء، وتعلق ضاحكة «بيقولوا يدي طاعمة»، والفضل في كل ذلك للوالدة التي علمتني الطبخ منذ صغري، وباعتذار تواصل حديثها تحية خاصة لوالدي الذي يقول دائماً: رشا أحسن زول بيعمل شاي، ولما يأخدني للشغل يطلب مني طلباً خاصاً أن أعمل «ليه كباية مخصوص». كثيراً ما تواجه الرئيسة المسؤولة صعوبات ومضايقات من الزملاء من الجنس الآخر؟ - على مستوى العمل أحياناً بعض الزملاء لايتقبلون إصدار أوامر من امرأة، وبصراحة تحدث بعض الاحتكاكات تؤدي لخلافات تزول بمجرد نهاية البرنامج وتعود المياه إلى مجاريها، وكما ذكرت: في القناة المنتج يتحمل المسؤولية المباشرة عن أي خلل لذا لا أحبذ المجاملة والتساهل وقت العمل. كامرأة تتقلد مسؤولية حساسة وتحتك بفريق عامل كيف تتعاملين مع المواقف الحرجة ؟ - نحن نعمل جميعاً كفريق، وأنا اعتبرها ميزة تسهل العمل وحتى تلقي الأوامر أو بالأصح توزيع المهام ونحن نتقبل بعض . هل تعتقدين أن عملك كمنتجة بالقناة قد أضاف إليك شيئاً؟ - بالتأكيد كما ذكرت سابقاً فأنا نضجت بالشروق،لأنها تتمتع بإمكانيات العمل المهني وإتاحة المساحات لإبراز المواهب والطاقات الكامنة. ماهي أهم برامجك؟ -البرنامج السياسي «تحت الضوء» يقدمه الدكتور الجيلي علي البشير ويتم فيه التحقيق في القضايا والأحداث السياسية والاجتاعية والخدمية، وبرنامج المنوعات «ظلال الأصيل» الذي يعتمد على حوار الشخصية. كلمة أخيرة؟ - أحيي المرأة ودورها الكبير في قيادة المجتمع وهي تتقلد أرفع المناصب.. وأبارك لأمي ،الأهل والجيران العيد السعيد، وربنا يعيده وكلنا في وئام وسلام وشكر خاص ل«ست الحسن» وأمنياتي بمزيد من النجاح والريادة.