أفرز قرار رفع الدعم عن المحروقات تداعيات سالبة في الساحة السودانية خلقت دماراً وخراباً وخسائر بشرية ومادية طالت بالأخص أطراف ولاية الخرطوم وحرق عدد من طلمبات الوقود والصيدليات وحرق مراكز بسط الأمن الشامل والهجوم على مقار بعض أقسام الشرطة وحرق دور المؤتمر الوطني وعدد من البصات والحافلات والعربات الخاصة التي لم يتم حصرها، وعربات لشركة كنار للاتصالات 32 عربة، وقد طال الهجوم نهب الخزن في مناطق مختلفة رغم نفي بعض محطات الوقود حصر الخسائر بعد الحرق التام لها وإتلاف الماكينات تلفاً تاماً، كما طال حجم الأضرار تكسير وتخريب وحرق المحاكم بمنطقة أمبدة بدار السلام. وبالوقوف على حجم الأضرار بالمحلية فقد تم تدمير أكثر من (5) محطات للوقود ونهب عدد من الصيدليات والمحليات وحرق (5) قلابات للمواطنين ومحلات الستائر وأدوية مخزنة في أمانة المؤتمر الوطني تقدر بقيمة (83) مليوناً عبارة عن أدوية طواريء للخريف توزع مجاناً في أطراف المحلية ومكتب رئاسة المياه ومشروع الكهرباء. ومن جانبه كشف مدير وحدة محلية الأمير الشرقية صلاح أبو عاقلة عن نهب (15) مكيفاً وحرق اثنين منهما وعدد من أثاث (6) مكاتب وسرقة عدد (15) جهاز حاسوب وتضرر ملفات المعلمين وملفات الطلاب الذين يسجلون لامتحانات الأساس ونهب شيكات العاملين المسافرين للخارج بغرض العلاج وشيكات المعاشات بجانب نهب 86 مليون دولار ومبالغ مالية على مستوى الشخص. وقطع اللواء عبد الكريم عبد الله نائب رئيس المؤتمر الوطني والمعتمد برئاسة ولاية الخرطوم بالوقوف على حجم كافة الخسائر مبدئياً من جراء هذه الأحداث بمنطقتي أمبدة وبحري اللتين ليس بهما ضرر كبير، وتعهدت المباحث باسترجاع الممتلكات التي تم نهبها، وللتحسب لدخول أي قوات تم إنزال قوات الدفاع الشعبي كإسناد للوقوف مع المواطن، وأضاف لقد تم تفقد المساجد في كل الولاية، مؤكداً حرمة الديار والأعراض وممتلكات المواطن التي اعتبرها خطاً أحمر، ورصدهم كحزب مؤتمر وطني للأحداث وقال نحن في الميدان، متهماً أحزاب التحالف منها الشيوعي والبعث التي أشار إلى أنها متحالفة مع الجبهة الثورية ولا نستغرب العمل التخريبي الذي تقوم به حركة عبد الواحد وحركة الشمال بقتل القوات المسلحة في دارفور والنيل الأزرق والتخطيط الكامل لعمل المجلس الانتقالي والحكومة الانتقالية، وقال لدينا ما يثبت أن أحزاب المعارضة قد شاركت في العمل التخريبي وترويع المواطنين وأن عناصرهم مرصودة وأن الأجندة الخارجية واضحة لنا ومسألة الخراب والحرائق منظمة لإيقاف كافة الخدمات منها طلمبات الوقود والمياه والكهرباء والتي رصدتهم الكاميرات في بعض المرافق الخدمية، معلناً عن القبض على (745) فرداً لدى الأجهزة الأمنية والتوجيه من القيادة السياسية في الدولة بمحاكمتهم وبعدالة، وتم حرق (38) طلمبة وإيقاف المواصلات وحرق (13) من البصات والتي ليست كلها تابعة لشركة المواصلات، وحمّل الأحزاب السياسية المسؤولية إلا إذا تبرأوا من الذين شاركوا في الأحداث، مشيراً لحجم الدمار في محلية كرري التي ما زال الحصر جارٍ فيها. ومن الناحية الاقتصادية أكد المعتمد برئاسة الولاية تكوين (9) لجان للمعالجات الاقتصادية منها الخبز والمواصلات والبيع المخفض وحصر الإنتاج ولجنة الدعم الاجتماعي ودعم (14) ألف أسرة فقيرة و(350) ألف أسرة عبر بطاقة التأمين الصحي، مؤكداً الترتيب مع الأجهزة الأمنية لتأمين تناكر الوقود للوصول إلى الطلمبات ووصول الغاز إلى المحليات المختلفة، إضافة لمعالجة مسألة الخبز، كاشفاً عن اتفاق الولاية مع اتحاد المخابز على الحرص على تقديم الخدمات للمواطن والاتفاق على توفير الكميات المطلوبة من الدقيق للمخابز، حيث التزمت المطاحن بذلك والذين طالبوا بتوفير وتأمين الدقيق إلى مواقع التوزيع مع تأمين الغاز والجازولين وتأمين الأفران وعدم إنقاص وزن الخبز عن (70) جراماً أو تعديل السعر إلا بعد المراجعة حتى لا يتأثر المستهلك برفع سعر الخبز. وحذرت الولاية من بيع (3) رغيفات فقط بواحد جنيه، مؤكداً متابعة وزير المالية للأفران والاتصال باتحاد المخابز للإلتزام بذلك ورفع أي مخالفة لأي مخبز، معلناً عن إنشاء فرن ينتج حوالي (350) ألف رغيفة بوزن (70) جراماً كجزء من المعالجات. وأعلن معتمد محلية أمبدة عبد اللطيف فضيل خلال زيارته التفقدية للمناطق المتضررة مع الأجهزة الأمنية حرق طلمبة بشائر وطلمبة سيدون بالريف الغربي لأم درمان وطلمبة وادي السندس بدار السلام وطلمبة النحلة ومعالجة الوضع بتوفير القوة الشرطية، مشيداً بجهود المواطنين بصد العصابات المتفلتة وحماية مناطق خدمات المياه والكهرباء وقال نحن نعمل على إيصال التنمية للمواطن ببناء المدارس وتخطيط السكن العشوائي بالإضافة إلى التوجيه بالتركيز على الأسواق وآبار المياه ومحطات الكهرباء لحمايتها، مشيراً إلى خسارة (300) ألف جنيه لحرق أمانة المؤتمر الوطني فقط.