التقينا عن طريق الصدفة ، كنت في رحلة طيران داخلي ، وخلال مشوار السفر القصير ، استطعنا أن ندردش ، تسلقنا أعصاب حراك الإحداث في السودان ، والهم السياسي ، الاقتصادي والاجتماعي ، رفيق الرحلة يا جماعة الخير أستاذ في كلية الطب في إحدى الجامعات بالخرطوم ، الرجل، بعد أن فضفض في الحراك السياسي، وتداعيات الأحداث في السودان والمسلسل الدموي، فتح أسطوانة حراك آخر أكثر سخونة يتمثل في تفشي المخدرات وسط شريحة كبيرة من الطلاب والطالبات ، حتى طلاب وطالبات الكليات المرموقة، وفقا لكلام صاحبنا يتعاطون السموم بطريقة شرهه ، يووووووووووه..... هذا هو وجه السودان الجديد ، المهم شعرت بالإحباط يتسلق عروقي لأننا يا عيني أصبحنا مساطيل من الدرجة الأولى ودخلنا موسوعة الإدمان الدولي بالطبل والربابة ، جميع الماركات العالمية أصبحت متفشية في مجتمعنا ، من الهيروين والكوكائيين وحبوب الهلوسة وحبوب الكبتاجون والذي منه ، انتباه حسب الإحصائيات المتوفرة فإن نسبة تعاطي المخدرات في أوساط طلاب وطالبات الجامعات يتراوح بين 40 إلى 60 في المائة وأن الشريحة التي تتعاطى السموم يتراوح عمرها بين 15 و30 عاما ما شاء الله اللهم أحسن وبارك ، المهم كشفت تقارير « ما تخرش الميه « أن معظم هذه الشريحة تتعاطى الهيروين وان الطلاب والطالبات من أبناء المغتربين يأتون على رأس قائمة الإدمان ، وهناك إحصائية تشير إلى أن محلية برام كانت قبل نحو ثلاثة سنوات تحتل المرتبة الأولى في إنتاج الحشيش وذلك بنسبة 81 في المائة من بقية الولايات ، وسبق وأن تم تم ضبط 220 فدانا مزروعة بنباتات مخدرة في هذه الولاية ، فيما حلت ولاية النيل الأزرق « في عينيك يناديني نحو الأزرق « في المرتبة الثانية من حيث الإنتاج بنسبة 10 في المائة فيما جاءت ولاية القضارف « والله عارف « في المرتبة الثالثة من حيث الإنتاج بنسبة 9 في المائة ، مهلا من فضلكم ، إذا نظرنا إلى أماكن الإنتاج نجد إنها على فركة حجر من حدودنا الدولية ، وفي مؤشر خطير يستدعي دق ناقوس الخطر كشفت التقارير أن نسبة تعاطي الذكور إلى الإناث يتراوح بين 20 إلى 36 في المائة وان المرأة نزلت بثقلها في بحر الإدمان أي والله الإدمان ، دعوني اسأل فقط أين سلطات المجتمع المدني والسلطات الأمنية من هذا « التوسنامي» الذي يجتاح مجتمعنا ؟ من وجهة نظري اقترح تعزيز العقوبات ضد المروجين والمتعاطين ومزارعي السموم ، حتى لو اقتضى الأمر تضمين فقرة في الحيثيات تقضي بإعدام مروجي ومهربي المخدرات ، نحن في حاجة إلى مثل هكذا عقوبات حتى لا نستيقظ ونجد أنفسنا نسبح وسط مجتمع من المساطيل ولا حوله ولا قوة إلا بالله .