أصبحت المخدرات ظاهرة تؤرق كل المجتمعات وذلك بسبب آثارها الاجتماعية والصحية والاقتصادية المدمرة. وتشير تقارير وإحصائيات منظمات الأممالمتحدة العاملة في مجال المخدرات إلى تزايد الظاهرة على الصعيد العالمي حيث وصلت نسبة الزيادة في بعض الدول إلى أكثر من عشرة في المائة سنوياً. وتشير تقارير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات إلى تزايد الظاهرة في السودان وذلك بالرجوع إلى عدد البلاغات المدونة تحت قانون المخدرات والمؤثرات العقلية بجانب الكميات المضبوطة من أنواع المخدرات المختلفة وبمقارنة الكميات المضبوطة خلال العامين الفين وعشرة والفين وأحد عشر نجد أن الكميات المضبوطة من الحشيش زادت بنسبة بلغت 187% والكميات المضبوطة من الحبوب المخدرة زادت بنسبة 775% ... كل هذا والعالم يستعد للاحتفال غداً باليوم العالمي لمكافحة المخدرات. هواجس (القنب): لواء شرطة حمدي الخليفة حسين مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات يقول ل(السوداني) إن السودان يواجه خطر تهريب المخدرات من خارج السودان وخطر تهريب المخدرات (القنب ) من مناطق الإنتاج إلى باقي ولايات السودان. أما بالنسبة للمهرب من خارج السودان فيعتبر السودان دولة عبور لبعض أنواع المخدرات خاصة الهيروين من مناطق غرب إفريقيا ووسط إفريقيا إلى أوربا وهذه الأنواع يتم تهريبها عن طريق الحاويات والشاحنات التجارية عبر الطائرات وهي لاتستهدف السوق السوداني أما الكميات المهربة إلى السودان في الغالب تتمثل في حبوب الكينافون التي يتم إخفاؤها داخل البضائع عبر الموانئ البحرية والمطارات بأساليب مختلفة مثل إخفائها داخل الأجهزة الكهربائية المختلفة وتلعب سلطات الجمارك دوراً رئيسياً في كشف هذه العمليات. وحتى تتمكن سلطات مكافحة المخدرات من كشف هذه العمليات قامت بإحكام التنسيق الإقليمي والدولي الذي يسهم في مدها بالمعلومات عن مثل هذه الشحنات على الصعيد المحلي يتم تهريب (القنب) من مناطق الإنتاج إلى ولايات السودان بأساليب وطرق مختلفة منها التهريب عبر الطرق الوعرة بولايتي شمال وجنوب دارفور. وبلغت الكميات المضبوطة من القنب حسب تقارير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات خلال العام 2010 حوالي 12.5 أطنان وارتفعت في العام 2011إلى 34 طناً كما تزايدت النسبة المضبوطة من القات بنسبة كبيرة وزادت في السنوات الأخيرة وبشكل ملحوظ الكميات المنتجة من الحبوب المنشطة والمؤثرات العقلية الأخرى بحيث زادت الكميات بصورة ملحوظة في السودان في العام 2012 كما أن هناك إساءة لاستخدام العقاقير الطبية وشهد العام 2011 والنصف الاول 2012 تزايد في هذا الاستخدام في السودان خاصة ولاية الخرطوم مما يستلزم بذل المزيد من الجهود بالتنسيق مع الجهات المختصة بوزارة الصحة. نسب مخيفة: تعتبر فئتا المراهقين وسن الرشد من أكثر الفئات المعرضة لخطر تعاطي المخدرات وهي فئة طلاب الجامعات لأسباب فسيولوجية واجتماعية. وكثر الحديث عن تعاطي المخدرات وسط طلاب الجامعات وأظهرت نتائج دراسة أجريت وسط طلاب الجامعات بولاية الخرطوم أن عدد الطلاب الذين أجري عليهم البحث بلغ 8260 طالباً يمثلون نسبة 5% من المجموع الكلي لطلاب الجامعات وبتحليل معلومات البحث الذي أجري داخل 13 جامعة سودانية في العمر الذي يتراوح بين 15-22سنة فمافوق بالنظر إلى جنس العينة والمستوى الاقتصادي للشريحة ونوع الشهادة (عربية –سودانية) والتعاطي ونوع المخدر الذي يتم استخدامه والتعاطي لاول مرة اتضح أنه لا توجد جامعة تخلو من تعاطي المخدرات وسط طلابها، ولكن تختلف نسبة التعاطي من جامعة إلى أخرى وأن التعاطي يشمل الذكور والإناث والحشيش هو المخدر الأكثر شيوعاً مع وجود أنواع أخرى من المخدرات. واتضح أن الحشيش يتم ترويجه عبر وسطاء لتجار المخدرات في شكل عبوات صغيرة توضع في علب السجائر أو الكبريت، ثم توزع على الطلاب كما يتم دفن الحشيش والحبوب المخدرة في مواقع معينة متفق عليها يسمح الوسيط لطالب بأخذ الكمية بعد دفع قيمتها كما تستغل المناسبات والاحتفالات والحفلات للترويج، ويتم الترويج داخل الجامعات عبر عدة مجموعات منها نظامون سابقون وقلة من العاملين والموظفين بالجامعات وبعض عمال الكافتيريا وبائعات الشاي والعاملون بمواقع الخدمات المختلفة في الجامعات والطلاب. طرق للوقاية: وتقول الإدارة العامة لمكافحة المخدرات إن المجهودات التي بذلت لتقليل خطر تعاطي المخدرات وسط الطلاب شملت تدريب الكوادر العاملة في الجامعات من الحرس الجامعي على الطرق الفعالة لمكافحة المخدرات بالجامعات والتنسيق مع الجهات ذات الصلة بأمر الجامعات كالتعليم العالي وإدارات الجامعات وكل الأجهزة العاملة بها والقيام ببرامج التوعية عن مخاطر المخدرات ومضارها. وقد شملت هذه البرامج كل الجامعات تقريباً بعمل معارض وعروض بروجكتر وعينات من أنواع المخدرات إضافة للقيام بحملات تستهدف أماكن الترويج خارج الجامعات والقبض على المروجين مع التعامل مع المعلومات التي ترد بالإدانة في مجال المكافحة.