« زيارة الرئيس البشير ستسهم في تعزيز إتفاقيات التعاون المشترك » .. الكلمات بين المزدوجتين كانت أولي التصريحات الرسمية من دولة الجنوب والتي جاءت علي لسان وزير إعلام الجنوب برنانبا بنيامين تعليقا علي زيارة الرئيس البشير الي العاصمة الجنوبية مدينة جوبا أمس وهي زيارة تاتي رداً لزيارة مماثلة قام بها الرئيس الجنوبي سلفاكير ميارديت للخرطوم ذلك القدوم للسودان والذي كان بمثابة تعزيز الثقة بين البلدين. بدت الحفاوة بالرئيس البشير منذ ان وطأت قدماه الاراضي الجنوبية وهي مسألة متوقعة عقب الانفراج البائن في علاقات البلدين والإنفتاح الذي بدا علي تلك العلاقة في عدة محاور بداية من الغعلان عن إستئناف ضخ النفط مروراً بفتح الحدود وتواصل العمل التجاري الذي تعول عليه جوبا كثيراً كي تتجاوز مطب الازمة الإقتصادية المتأثرة بها منذ زمن مثلها وجارتها الخرطوم. كما وان الرئيس البشير وصل الي جوبا وقد سبقه الي هناك النوايا الطيبة من حكومته الي الجنوبيين من خلال شروع الحكومة في تسيير جسر جوي وبري لإغاثة المتضرريين جراء السيول والفيضانات بدولة الجنوب حملت التأكيد علي متانة العلاقات الازلية التي تربط بين شعبي البلدين. لكن بكل حال فالجميع ينظر الي العقبة الكؤود في علاقات البلدين الجارين وهو ملف أبيي الذي مايزال عالقاً وقد قال الوزير الجنوبي برنابا أن القمة الرئاسية ستضع خارطة طريق لاستفاء أبيي. خاصة وان تخوفات سيطرت علي الخرطوم من إقدام الجنوب علي إجراء من طرف واحد للمنطقة التي مايزال مصيرها معلقا منذ إتفاقية السلام الشامل المبرمة في العام 2005. وهي الخطوة التي فسرها رئيس لجنة الإشراف المشتركة بمنطقة ابيي جانب السودان الخير الفهيم في تصريحات له للزميلة (اخبار اليوم) كون خطوة إعلان الإستفتاء الاحادي المقصود منها إفشال زيارة البشير لجوبا وعرقلة تقارب الرئيسين الذي بات يتوطد يوماً بعد يوم وقد أكد الرئيس البشير ذلك في مؤتمره الصحفي الشهير حول الوضع الإقتصادي الذي عقد عشية إعلان رفع الدعم الشهر الماضي. والإتجاة السائد بين الدولتين هو حلحلة القضايا بمنأي من الأجنبي خاصة وان اللجوء لطرف ثالث لم يكسب علاقات البلدين عافية والذي كان يتم الأخذ بالاعتبار لذلك لدي مخيلة عدد من القيادات الجنوبية البارزة والتي تم إعفاؤها أمثال باقان اموم ووضح تفهم الطرفان (السوداني والجنوبي ) للمسألة من خلال إتفاق الرئيسان علي إنشاء المؤسسات الإدارية بأبيي وهي خطوة كانت منتظرة منذ وقت خاصة وان حالة من الغحتقان سيطرت علي اجواء المنطقة عقب مقتل السلطان كوال. لكن أهمية الزيارة يكمن في إستمرار سلسلة القمم واللقاءات بين الرئيسان البشير وسلفاكير للتوافق علي آلية رفيعة لمعالجة القضايا العالقة منذ إنفصال الجنوب قبل نحو عامين تلك اللقاءات الرئاسية التي بدأت تتحرك سفينتها بعيداً من شواطي (تبادل الإتهامات) تلك الشواطي التي كبلت سفينة البلدين من الإبحار في بحر التبادل التجاري والإقتصادي وحسم ملفات الحدود وفتح المعابر بشكل كامل. لكن بكل حال فان زيارة الأمس هي تأكيد للجدية من الجانبين وليس السودان ما يعني سلاسة العلاقة بين حكومتي البلدين بحسب أستاذة العلوم السياسية بجامعة الزعيم الازهري د. فاطمة العاقب التي أكدت أن المخرج في حلحلة القضايا العالقة بين السودان والجنوب هو إستمرار التحاور والتشاور بين البلدين والتي من شأنها تقوي الصلة بين البلدين وتهيئ الأجواء واشارت فاطمة الي أن سلسلة القمم الرئاسة باتت شبة راتبه مما يمكن اللجان المشتركة العليا من المضي في تنفيذ مايتفق عليه الرئيسان. جدية الحكومة برزت من خلال الوفد الرفيع الذي رافق الرئيس ممثلاً في وزراء الرئاسة والداخلية والخارجية وعدد من المسوولين. //