بدون حليفة وقسم.. كدت ان اذرف دموع الشيوخ الكهنة.. لا دموع التماسيح.. وانتابتني الحسرة والاسى.. لما قرأت باحد الاعداد الماضية في «اخر لحظة» عن خير عامل اليومية الذي دخله اليوم باليوم وليس له مرتب ثابت.. وهو يهب متجاوباً ومستجيباً.. لمناشدة فعل الخير والانسانية وكأنه وزير الانسانية اخونا «كمال افرو» او سفيرتها «حنان بلوبلو» للمناشدة الانسانية والخيرية التي كتبها حبيب الكل الاستاذ الجامعي د. يحيى شريف التكينة وعقب عليها واذرها في عموده المقروء «بعد ومسافة» زميلنا الفخم الضخم فيما يسطر ويكتب ابو مؤمن «مصطفى ابو العزائم».. بكلمة بليغة اسرة ومؤثرة.. تجاوب معها كل القلوب الرحيمة والشفوقة.. عن المأساة التي اصابت تلك الفتاه النابغة.. التي من فرحتها وابتهاجها .. لنجاحها وقبولاً لها في جامعة الخرطوم التي هي طمع وهدف كل طالبة وطالب نجح في الشهادة الثانوية.. وبالقطع لولا «شطارتها» وتفوقها واحرازها لنمر عالية.. لما قبلت في هذه الجامعة العريقة.. وبسبب هذه الفرحة.. والتي اظنها قد زادت عن الحد.. كان من نتيجتها.. ان اصيبت بفقدان البصر المفاجيء ومن غير مقدمات مرضية.. وهو يتطلب العلاج العاجل المكلف لمبلغ ستة الاف من الدولارات.. وفي القاهرة.. وليس هنا في العاصمة التي تزخر بالعديد من مستشفيات الخمس نجوم.. وولي امرها ليس له حيلة او تدبير لهذا المبلغ الخرافي «؟» بالنسبة له.. وهو عامل اليومية البسيط والفقير المعدم.. وصاحب الدخل المحدود والجيب المقدود.. فمن باب العشم والتفاؤل لجأ الى د. التكينة ليقف معه في هذه «المحنة» التي هي قاسية على كل والد.. ومن ثم جاءت تلك المناشدة للخيرين من الرجال من «التكينة وابو العزائم»! والتي استجاب لها احد «الفقراء» واختفى وغاب عنها «الاغنياء؟» وذلك بتبرعه بثلث دخله اليومي.. وهو عشرة جنيهات.. فاي نخوة وشهامة بعد هذا؟! وامام هذه «المناشدة» التي ذاعت وانتشرت حتى قرأها حتى الغلابة والمعوزين منا.. الم يعلم بها ديوان الزكاة.. والخيرون من رجال المال والاعمال.. وشركات الهاتف.. ورؤساء الاندية لكرة القدم الذين ينفقون عشرات الالاف من الدولارات على لاعبين «مواسير» لا رجاء فيهم؟! فلماذا لم يساهم احد منهم في هذه المأساة؟ ولماذا عملوا بالمثل «اضان الحامل طرشا»؟ شفى الله هذه الابنة.. والشكر والتقدير لهذا العامل الذي رفض حتى ذكر اسمه.. ولمن كتب في حقها فهل من مزيد من المساهمين الخيرين في علاج هذه «المسكينة».. وذلك حتى يكتب في باب حسناتهم.