شبح الغلاء وارتفاع الأسعار مازال يسيطر على السوق السوداني وحذر أطباء وصيدلة من ارتفاع أسعار الأدوية حتى لا يفتح باب الغش التجاري وتهريب الأدوية وبيعها في السوق الأسود بجانب التخوف من سياسات الحكومة الأخيرة بتحرير سعر الصرف للعملات الأجنبية مما دفع بالصيدليات عرض الدواء بأسعار مختلفة فوق طاقة المواطن السوداني وكانت جمعية حماية المستهلك قد طالبت من قبل الدولة بدعم الدواء أسوة بالسلع الأخرى الغذائية وبتغيير سياساتها حتى لا يتضرر المواطن البسيط مشيرة إلى وجود فوضى ولا توجد معايير تنظيم أسعار الدواء أو مراقبته والتخوف من ظهور الأدوية المغشوشة في السوق وفي ظل سياسة تحرير الاقتصاد دخلت ازمة الدواء مرحلة حرجة مما أدى إلى ارتفاع أسعارها وصار الدواء سلعة يتحكم فيها التجار والذين يعملون على زيادة أسعار الدواء بمجرد زيادة سعر صرف الدولار مع انعدام الرقابة من أجهزة الدولة حيث تفاوتت الأسعار في بعض الصيدليات بنسبة 100% وشهدت ولاية الخرطوم استمرار الشح في بعض أصناف الأدوية وكشفت المتابعات عن استمرار التوقف في ظل تواصل توقف بعض الشركات عن البيع للصيدليات. وفي ذات السياق التقت (آخرلحظة) ببدر الدين أحمد محمد الزقزقي مدير الإدارة والمراجعة الداخلية لشركة مجموعة الرحمة العالمية القابضة للأدوية عازياً ارتفاع أسعار الأدوية وانعدامها كأدوية القلب وأمراض الصرعة والبواسير نتيجة لارتفاع تكلفة الترحيل سواء كان عن طريق البر أو الجو اذ يدخل الترحيل في التسعيرة الأساسية للأدوية بالإضافة لغلاء المعيشة الذي أثر بدوره في تكلفة التشغيل مشيراً أن بعض الشركات تقوم باستيراد الدواء من سوريا التي تعاني من الحروب مما أدى لتوقف معظم الشركات مردفاً أن (70%) من الأدوية تأتي عن طريق الاستيراد (30%) انتاج محلي مضيفاً أن القوة الشرائية أصبحت ضعيفة نسبة لاتجاه المواطنين للطب البديل نتيجة لارتفاع أسعار الأدوية. مشيراً أن ارتفاع الدولار وسعر الصرف فتح مجال لضعاف النفوس للتلاعب والمتاجرة بالأدوية الفاسدة عن طريق التهريب مضيفاً أن هذه الأدوية الفاسدة تباع بواسطة القنوات الرسمية في بعض الصيدليات وأن بعض الصيادلة تخلو عن المهنية وأصبح الدواء مثل أي سلعة تباع في السوق وقال الزقزقي تكمن الحلول في وضع كل شخص في مكانه المناسب (وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وذلك لتفادي الجشع والطمع وأضافت دكتورة صيدلانية فضلت حجب اسمها ان الأسباب المباشرة وراء ارتفاع انعدام بعضها هو ارتفاع سعر الدولار الجمركي بالإضافة لتوقف عمل بعض الشركات مشيراً لانعدام أدوية القلب والهموقليا وقطرات العيون بالإضافة للزيادة الملحوظة في أسعار بعضاه بصيدليات العاصمة.
