من أكبر النقاط السوداء وضوحا بثوب الإتحاد العام على مدى أعوام ..سوء إدارة منافسات الموسم ..وتحديدا الدوري الممتاز ..حيث تحولت ما يعرف بلجنة البرمجة إلى لجنة لصناعة الأزمات ..وخلق المشاكل! عجز مجلس إدارة الإتحاد العام على مدى الدورات الماضية ..وأمتد العجز حتى المجلس الجديد في وضع ألية مستقرة تنفذ من خلالها مباريات الموسم الكروي بما يحفظ للجميع حقوقهم ..ويمنح المنافسات أحترامها المطلوب! نعم ..يبدأ الموسم وفقا لما هو مكتوب على الورق ..وينتهي كذلك ..ولكن بين البداية والنهاية تنشأ الكثير من الأزمات بسبب سوء إدارة المنافسات عبر برمجة مستقرة ومحترمة تراعي الحقوق والعدالة والمساواة بين الأندية! الآن نحن أمام أزمة جديدة فجرها مجلس إدارة نادي حي العرب ..ولهم قضية عادلة لا نختلف معهم فيها مطلقا ..لأن من أبسط قواعد التنافس هو أحترام موعد المواجهات لأن ذلك ينبني عليه الكثير من الأشياء الفنية وغيرها! ولن نتعامل هنا مع تصريحات نائب سكرتير النادي الذي إبتعد بقضيته عن طريقها المرسوم ..وذهب في إتجاه آخر لا يخدم قضيته التي هي قضية كل فرق الممتاز! وسبب إبتعادنا عن تصريحات نائب السكرتير ..هي أنه لم يحترم ناديه ولا مكانته التأريخيه ..ولا عراقته ..وصوره بالنادي الفقير المعدم الذي ينتظر مباريات القمة حتى يسير أمره ماليا ..مع أن هذا يتنافى وواقع حي العرب الذي نعرفه ونعرف رجالاته جيدا! كما أن الأخ عمر الليثي نائب سكرتير نادي حي العرب ..قال أن إعدادهم ضعيف ..وأن إعدادهم لمباراة المريخ تحديدا يكون مختلفا عن بقية أعدادهم لبقية المواجهات ..وهذا أيضا ينتقص من قدر فريقه الذي يجب أن يلعب كل المواجهات بنفس واحد وطموح واضح ..ونأمل أن لا يكون تفكير رجالات حي العرب في ذات الإتجاه ..فهذا يعني ضياع الفريق الكبير وسط دونية لا تشبهه ولا تشبه تأريخه الطويل! هاتفني الأخ جعفر حامد مدير الكرة بنادي حي العرب ..وربما كانت هي المرة الأولى التي أتحدث إليها لشخص لا ينتمي للمريخ أو الهلال ..ويخلص لناديه ..وهو أمر نادر الحدوث في سودان موزع بين جهتين فإما المريخ أو الهلال!! كانت لغة الأخ جعفر تختلف كثيرا عن لغة الأخ نائب السكرتير ..حيث تناول الأخ جعفر معي قضيتهم الحقيقية مع الإتحاد العام ..ولم ينصرف إلى أحاديث أخرى أو تهويمات بعيدة مثلما لجأ إليها الأخ عمر الليثي! وحسب حديث الأخ مدير الكرة بفريق حي العرب ..فإن قضيتهم هي القضية التي هي موضوع هذا المقال ..أي تغيير برمجة المباريات بطريقة رزق اليوم باليوم الشهيرة التي تعتمدها لجنة البرمجة بالإتحاد العام! والمتضرر من عمل هذه اللجنة ليس فريق حي العرب وحده إنما كل فرق الممتاز التي تفاجأ كل يوم ببرمجة جديدة تلخبط الحسابات ..وتجعل تلك الأندية في وضع الباحث عن إبرة في كومة قش! حتى المريخ الذي ألمح الأخ عمر الليثي إلى أنه من سعى إلى تقديم موعد المباراة دون سند منطقي ..تضرر من عمل هذه اللجنة ..حتى في المباراة التي أعتبرها العرباوية قضيتهم وحدهم دون بقية فرق الممتاز! وقد عبر مدرب المريخ الألماني مايكل كروجر عن قلقه إزاء التعديل المتواصل في جدول مباريات المنافسة الكبرى ..الدوري الممتاز قبل هذه الأزمة ..حيث قال أن برنامجه ينهار كلما حدث تعديل في جدول برنامج الممتاز! ولم يكن حديث كروجر وليد الأزمة الأخيرة ..إنما صرح بذلك في الفترة التي أعقبت مباراة فريقه أمام الأمل عطبرة! القضية ..هي قضية لجنة فشلت تماما في وضع جدول مستقر وواضح لمنافسة هي الأولى في البلاد ..وحل هذه القضية في حل اللجنة وحضور أعضاء آخرين يمكنهم إحداث التحول المطلوب ..حتى نشعر أن هناك جديد بالإتحاد العام!!