عندما تقدم المريخ بطلبه للإتحاد العام بتأجيل مباراته أمام جزيرة الفيل لتلعب عقب أداء الهلال مباراته أمام نيل الحصاحيصا ..لم يكن الأمر مجرد أماني ..إنما كان مطلبا عادلا إستجاب له الإتحاد العام لعدالته لا لشئ آخر! ليس عدلا أن يختتم المريخ كل إستحقاقاته قبل اللقاء القمة ..ومن ثم يأت الهلال ويؤدي مباراتين قبل دخوله القمة ..مما يعني إتاحة الفرصة لتحديد مصيره قبل جولة القمة! إستجابت اللجنة المنظمة للطلب العادل وتشكر على الإستجابة المنطقية لأن التعنت كان سيطيح بالموسم وهو في أمتاره الأخيرة ..وربما أمتد الأثر حتى الموسم المقبل! الآن إستقام الوضع بشكل أقرب إلى الطبيعي و شبه عادل، فالأمر لم يستقم كما هو مطلوب ..لأن المريخ أيضا سينهي إستحقاقاته وينتظر الهلال ليؤدي مباراته أمم حي العرب ومن ثم مقابلة المريخ في جولة ختام الموسم! و العودة الجزئية والموافقة الفورية على تأجيل مباراة المريخ وجزيرة الفيل بعد أعتراض مجلس المريخ ، درس للجنة المنظمة عساها تستفيد من التخبط والعشوائية التي تميز عملها في المواسم المقبلة حتى تكتسب المنافسة الأحترام ..وتتخذ شكل المنافسات الكبيرة التي يهتم منظموها حتى بأدق التفاصيل ..دعك من برمجة مبارياتها! جانب آخر طرقه المريخ ..وهو تعيين حكام يتناسب تأهيلهم ووضعهم مع مكانة المريخ والمباريات الحساسة التي يخوضها ..وننتظر كذلك من لجنة التحكيم المركزية ..إعادة النظر بشأن تعيين الحكام لإدارة مباريات المريخ أسوة بالهلال لتوفير العدالة! ولا ننتظر من سكرتير لجنة التحكيم الدفوعات الهشة ..والمبررات الفطيرة التي لا تعكس إلا رؤيتهم لدورهم ..ومسؤولياتهم تجاه المنافسة الأولى بالسودان..أما الإصرار والتعنت ..فهو يعني أن ما وراء الأكمة ما وراءها! كل هذه مطالب عادلة ..لا ترفض ولا ترد إلا إن كانت نية مبيتة سلفا لوأد العدالة وخنق شرف التنافس ..فالمريخ لا يريد أكثر من حقه الطبيعي، وهو أمر لا يعاب بكل تأكيد! نحمد لمجلس المريخ أنه لم يسكت عن حقوق النادي ..وبحث عنها حتى وجدها ..وهو دور طبيعي لمجلس إدارة نادي المريخ ..فالحقوق في زمان الفساد تنتزع ..ولا تعطي!! على صعيد مختلف ..نجد أن بقية الفرق بالدرجة الممتازة تضررت كثيرا من تضارب البرمجة وسوء التنظيم ..وأقرب مثل لذلك (الجريمة) التي تعرض لها الأهلي الخرطومي الذي فرض عليه لعب ثلاثة مباريات تنافسية في ستة أيام ..وهو المهدد بالهبوط! وقد أتخذ مدرب الأهلي قرارا بالإعتماد على فريقه الرديف في منازلة الهلال بكأس السودان ..وهو أمر أجبر عليه ..ومن المؤسف أنه ضحى بوجوده ببطولة كأس السودان حتى يحافظ على وضع فريقه بالدرجة الممتاز التي هي منافسة أفضل من كاس السودان برغم السوء المصاحب لتنظيمها! ليس الأهلي وحده ..ولا المريخ ..فكل أندية الممتاز تعاني من سوء البرمجة منذ بداية الموسم وحتى نهايته..وهذا يعكس بجلاء حالة الفشل المصاحبة لعمل لجنة البرمجة التي لا تجد من يردعها!! ويقيني أن ما تقوم به اللجنة المنظمة ..هو حدود امكانات أعضائها ..لذا من المنطق أن يحل مكانهم آخرون ..حتى وأن دعا الحال الإستعانة بخبراء من خارج البلاد لحل هذه الأزمة التي تجعل المنافسة الأولى مسخا مشوها لبطولة يفترض أن تقدم أبطال السودان للمحافل الدولية!!