قبل سنوات دخلت صاحبتنا زهرة السوسن أروقة المحاكم ، لم أكن حينها موجودا بالسودان وما زالت احلق خارج السرب ومشتري دماغي من العك اليومي ، المهم سمعت في ذلك الوقت أن المسكينة أقصد زهرة السوسن داخت السبع دوخات حتى تبدد عطرها الفواح ، ورغم علاقتي المتجذرة بهذه الزهرة اقصد الاغنية ، لكن اخترت البعد عن الزيطة والزمبليطة ، حتى لا يتلاشى بقية عطر لهذه الزهرة احتفظ به منذ ان كان العمر بلون الورد ،عفوا هذا ليس موضوعنا اليوم ولكن الحكاية تتعلق بالروائح وما ادراك مالروائح ، ويحضرني هنا ان مجموعة من العلماء البريطانيين اكدوا في دراسة حديثة ان رائحة الجسد الطبيعية أقوى تأثيرا من بارفانات فرساتشي وكارولينا هيريرا ، يعني بالعربي الفصيح ، الناس اذا اكتفت برائحة الجسد الطبيعية فشركات العطور العالمية سوف تتكل على الله وتغلق ابوابها بالضبة والمفتاح ، ولا نجد رائحة الفواكه الاستوائية ولانفحات السوسن ولا الغاردينيا والذي منه في الاسواق ، وليس هذا فحسب بل ان العلماء الذين يروّجون لرائحة الجسد الطبيعية أكدوا أن رائحة الجسد تلعب دورا اساسيا في جذب الجنس الآخر ، وان الرجال والنساء يتبعون انوفهم عندما يبحثون عن شريك الحياة المناسب ، على فكرة الدراسة التي اجريت على شريحة كبيرة من المتطوعين تؤكد تماما ان العالم السويدي سيجموند فرويد كان على حق حينما ذكر ان الرجال والنساء ينجذبون الى اشخاص يذكرونهم برائحة آبائهم وآمهاتهم ، وربما تكون رائحة الجسد سببا في انفصال الزوجين كما حدث في دولة عربية حينما طلبت سيدة الطلاق من زوجها بسبب رائحته ، المرأة ذكرت امام القاضي ان رائحة زوجها تذكرها بزريبة الحمير اعزكم الله ، وعندها اصدر القاضي حكما بتطليق المرأة ، الطريف ان المطلقة اللئيمة بعد صدور الحكم لصالحها ، ذكرت امام اجهزة الاعلام استعدادها عن منح طليقها ما يساوي 500 دولار لشراء عطور ومزيلات عرق ، يخرب عقلك يا لئيمة .وطالما ان الحكاية تتعلق بالروائح فقد كشفت مجلة يونجه كاريره الالمانية ان اكثر ما يضايق الالمان في اماكن عملهم هي الروائح الكريهة المنبعثة من زملائهم في العمل ، واذا كان رائحة اجساد الموظفين الالمان نتنة حسب ما جاء في تلك المجلة فإن لدينا هيلمانة من الموظفين من اصحاب الضمائر النتنة ، عموما رائحة الجسد لها علاج ولكن ما علاج الضمائر النتنه ؟ ، ابشركم ان مجموعة من العلماء الاوربيين اكتشفوا تقنية لضبط المجرم من رائحته ، يعني الجاني أو الحرامي لو اختفى تحت طقاطيق الارض تكشفه رائحته ، كم نحن بحاجة الى مثل هذه الطريقة الفعالة ، ويبقى السؤال كم عدد الذين سيتم ضبطهم بواسطة رائحتهم اذا استخدمنا مثل هذه الطريقة في السودان احسبوا لي بكرة العدد في الليمون .