عطور فرساتشي ، كارولينا هيريرا ، وإيف سان لوران ربما تصبح من مخلفات الماضي ، الآن هناك عطور بنكهة اللساتك القديمة والجازولين وغرف الموتي والحمامات والغبار وفتات الخبز وحتى الثلج ، هذه العطور ليست مجرد مزحة ثقيلة من خزعبلات صاحبكم وانما حقيقة تمشي على قدميها ، الروائح الغريبة المستوحاة من دنيا الواقع ابتكرها اثنان من المغامرين في مدينة نيويورك واصبحت بين ليلة وضحاها موضة عند نجوم هوليود امثال توم كروز وانجيلينا جولي ، الحكاية بدأت عندما فكر كريستوف بروسيوس وصاحبه كريستوف ليبل في انتاج عطور تجمع بين الطرافة والموضة والدعابة وحياة الغجر فتم ابتكار عطور غرائبية ولدهشة المغامرين فقد راجت عطورهما واصبحت موضة لدى المشاهير ومحبي التغيير وتباع قارورة العطر الواحدة في المتوسط ب(15) دولار يا بلاش ، ما يمخول العقل ويصيبه بالخبل ان ارباح عطور غرف الموتي واللساتك بلغت في السنة الاولى اكثر من مليون دولار ورقة جنب الورقة ، ما علينا عموما اذا كانت الروائح الغريبة موضة في امريكا فان رائحة سوق شعبي في منطقة النيل الازرق كادت ان تودي بحياة سيدة بلغارية متزوجة من مواطن سوداني الحكاية من طقطق لاخر ( نكهة ) أن المواطن الهمام اصطحب زوجته لزيارة اهله في قريته وهناك اصرت الزوجة الملقوفة على زيارة سوق شعبي شهير على شاكلة سوق أم دفسو وما كادت تخطو في ردهات السوق حتى اصيبت بكتمة النفس وتعرضت الى صدمة عصبية عارمة كادت ان تفقدها حياتها وذلك بعد ان التقطت خياشيمها الروائح ( اللي بالي بالكم ) ، حسنا يا جماعة الخير طالما أن الامريكان اصحاب الصرعات ابتكروا عطور بمختلف الروائح فنحن احق منهم بابتكار افضل انواع العطور وتسويقها على المستوى العالمي ، من وجهة نظري إننا في السودان نمتلك ملايين النكهات التي يمكن إستخلاص عطور فائقة النكهة منها ، ومن هذه النكهات ،نكهة الحروب والصراعات الدائرة بين الخصوم من الحكومة والحركات المسلحة وقادة الاحزاب والذي منه ، وإذا إستطعنا إنتاج مثل هذه العطور نكون أول بلد في العالم ينتج عطور بنكهة الصراعات ، ويمكن أن نطلق على هذه العطور ، أسماء صقور الإنقاذ والحركات المسلحة وزعامات الأحزاب ، ومن الأسماء المقترحة ، عطر نافع ، وهذا النوع يصلح لما أفسده الدهر وجارت عليه الأيام ، عطر ترابي وهذا النوع من النكهات يزيل العوالق الترابية ويجعل الوطن خال من الكتاحة وبنت أم الكتاحة ، عطر صادق ، وبواسطة هذا العطر يتمكن الإنسان من الكشف عن الأكاذيب السياسية التي يطلقها القادة والزعامات ، العطر الإسماعيلي وهذا النوع من العطر يزيد الإستثمارات في السودان ، عطر المتعافي وهذا النوع يعالج جميع الأمراض المتفشية في السودان وهكذا دواليك حتى نصل إلى أصغر مسؤول في الحكومة والمعارضة أيه رأيكم نطلق العطر والله العظيم كلام .