عفواً لا أود أن أقول إنه هوان إداري بقدر ما هو وضع إنساني مؤسف للغاية ومثير للشفقة يمر به الزملاء في فضائية الخرطوم التابعة لإشراف حكومة الولاية مباشرة.. تخيلوا يا سادة قناة تجسد قمة التقشف الذي تعيشه البلاد والعاملين فيها يأكلون الحنظل لمدة أربعة أشهر متتالية ظلوا يتقاضون ربع رواتبهم بحجج فارغة وواهية هي أن وزارة الملاية تؤخر مستحقاتهم كما قالت لهم الإدارة.. فماذا نسمي ذلك.. هل هو عدم اعتراف واضح بعدم أهمية القناة من حكومة الولاية.. لا أعتقد ذلك لأن برمجتها صباحاً ومساءً تسبح وتكبر بحمد السيد والي ولاية الخرطوم وتسلط الضوء على كل حركاته.. ولكن الواضح هو تبخيس قدر وقيمة العاملين فيها بعدم الإلتزام بحقوقهم المادية حتى أن عدداً منهم لا يملك قيمة المواصلات التي توصله لمزاولة عمله في القناة.. فماذا تنتظر ولاية الخرطوم من إبداع لهذه القناة وعامليها «يلوكون القرض» بهذا الوضع المؤسف!!.. هذا بالطبع بعيداً عن معينات العمل الضعيفة في القناة مثل المعدات وغيرها، ومديرو الإدارات يجلسون في الكرسي «الطائر» حتى الآن ولا يعرفون مصيرهم فلم يتم تثبيتهم حتى الآن بدون أسباب واضحة للإدارة رغم توجيهات السيد الوالي بتثبيتهم، والكثير والمثير من المآسي داخل قناة الولاية.. فهل تعلم سيدي الوالي أن ضيوف القناة في برامجها المختلفة أصبحوا يتهربون من الظهور عبر شاشتها لعدم منحهم أي مستحقات مالية.. بمعنى تستفيد منهم القناة برامجياً بالمجان، بل حتى سيدي الوالي ضيافة ليهم ساكت ما في «موية وشاي» تخيل سيدي !! فأين حكومة الولاية بقيادة السيد الوالي من كل ذلك.. لا نعلم رغم أن القناة تمثل واجهة لولاية الخرطوم عاصمة البلاد وأكبر مدنها، فهل يكون وضعها بهذا الحال المائل يا سادة؟!.. ويبقى السؤال المهم هل السيد الوالي د. عبد الرحمن الخضر يعلم جيداً بكل ما يدور من تفاصيل وأحداث مأساوية داخل قناة ولايته.. أم هو مغيّب تماماً عنها ويقول في سره «مدام البث متواصل معناها القناة ما فيها مشكلة».. عفواً انتبه سيدي الوالي فأنت قيادي مميز تابع الأداء بنفسك ولا تعتمد على التقارير التي ترفع إليك عن سير العمل بالقناة.. فلو أن ولايتك لا تمتلك ميزانية كافية وعجزت عن أن تصنع فضائية محترمة تجمع بين المهنية وإنصاف العاملين فيها فما الداعي لها في الأساس وهي عاجزة تماماً عن إيصال رسالتها. وهنا أضع لوماً كبيراً على السيد مدير القناة الحبيب الأستاذ عابد سيد أحمد لعدم مطالبته ومتابعته لحقوق العاملين تحت إدارته «المطحونين» بالشقاء والفلس من أجل عيون حكومة الولاية.. وترأف بحالها على حساب العاملين.. وما قصة هذا التخبط الإداري في القناة يا سيدي عابد وأنت تستبدل تسعة أشخاص تناوبوا على منصب مدير البرامج في عامين!!.. تسعة مدراء برامج في عامين ماذا نسمي ذلك سوى تخبط في القرار؟! عفواً سيدي الوالي انتبه لحال قناة ولايتك قبل أن يتفاقم الوضع المأساوي فيها أكثر من ذلك وأخبرك بأن العاملين دخلوا في مسلسل الهروب من العمل فماذا يشجعهم على الاستمرار بهذا الوضع المؤسف. ٭ حاجة مهمة: متى تنظر وزارة الثقافة الاتحادية والولائية بعين الاحترام والتقدير وترد الجميل لشاعر بحجم وقامة سيف الدين الدسوقي الذي يعاني من المرض لفترة طويلة ولا أحد يهتم أو يكترث لحاله وهذا قمة النكران والجحود لإبداعه الذي عطر به الوجدان السوداني.. فمتى تتحرك وزارتا الثقافة لترد له الجميل.. وهنا لا يفوتني أن أتقدم بوافر الاحترام والشكر للسادة في جهاز الأمن والمخابرات الوطني لدورهم المقدر في الاهتمام بالمبدعين وتكريمهم الرائع لشاعرنا الكبير سيف الدين الدسوقي، فلك عاطر التحايا يا سعادة الفريق أول محمد عطا المولى وكل أركان حربك لاهتمامكم المتعاظم بالمبدعين. ٭ أخيراً متى توقف إدارة قناة النيل الأزرق الأخطاء المتكررة لمذيعيها والتي وصلت لمرحلة الأخطاء القاتلة التي تصيب المشاهدين بالشلل النصفي، وآخرها سقطة الأستاذة إسراء سليمان «أعانها الله» بقولها إن الشيخ الراحل صديق أحمد حمدون كان «يغرد» بتلاوة القرآن.. ما هذه الفوضى يا سادة.. نعم إسراء سليمان أستاذة ولكن في طمس المعاني ومثيرة للشفقة.