وجهت قبيلة المسيرية انتقادات عنيفة لمواقف الحكومة غير الواضحة تجاه التطورات التي رأتها القبيلة خطيرة في ملف أبيي، لافتة إلى أن تراخي الحكومة المستمر شجع حكومة الجنوب والحركة الشعبية وبعض الأطراف الإقليمية والدولية لممارسة الضغوط وارتكاب تجاوزات وانتهاكات عديدة في حق السودان وأبيي، وأوضحت أن ذات الأطراف جعلت البلاد أرضاً مستباحة، منبهة إلى أن ما يحدث الآن بسبب استفتاء دينكا نقوك مؤشر للانفجار. وقال القيادي بالقبيلة محمد عبد اللّه آدم ود دبوك ل «آخر لحظة» أمس إن الاستفتاء الأحادي لدينكا نقوك غير المعترف به بات يأخذ منحى خطيراً، مشيراً إلى أن ذلك لم يأتِ من فراغ وإنما مخطط مرسوم بعناية، لافتاً إلى طرح سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب للاستفتاء الأحادي لمجلس وزراء حكومته في الأيام المقبلة عقب تسلمه النتيجة من اللجنة العليا للاستفتاء بحسب دينق مدنيق نائب رئيس اللجنة الإشرافية لأبيي من جانب الجنوب، بجانب إرساله مبعوثاً للمشير عمر البشير رئيس الجمهورية لمناقشة الاستفتاء الأحادي في وقت لاحق، يجيء ضمن ذاك المخطط ويؤكد ما طرحه المسيرية وتجاهلته الحكومة بأن الاستفتاء الأحادي وراءه حكومة الجنوب فكرة وتنظيماً ودعماً مادياً ولوجستياً لكنها تسترت خلف دينكا نقوك، قاطعاً بتورطها من «أمشاطها حتى نخاعها» فيما جرى في أبيي. وقال ود دبوك إن مواقف المسيرية ثابتة وواضحة رفضاً لكل أشكال الظلم الذي يقع عليها، مبيناً أن الحركة الشعبية وحكومتها عرفت من أين يؤكل الكتف في صراعاتها مع حكومة السودان بشأن القضايا العالقة لأن لديها تنسيقاً مع أعضاء في مجلس السلم والأمن الأفريقي، مطالباً البشير برفض استقبال موفد سلفاكير حال إيفاده للخرطوم لأن استقباله يعني إحراز قون جديد في مرمى الحكومة، داعياً لإعلان موقف واضح حيال ما تقوم به حكومة جوبا حول الاستفتاء الأحادي، وزاد بالنسبة للمسيرية «سلفاكير يقوم يقعد يمشي مجلس الأمن الدولي أو مجلس السلم الأفريقي» لا يعنينا ذلك في شيء، لأننا ندرك أن ما يحدث مخطط مرسوم بعناية يتم تنفيذه عبر أدوار مختلفة لجهات عدة، وأبان أن حكومة سلفاكير إن كانت ترى أن ممارسة الضغوط على الحكومة يحقق لها مكاسب فذاك أمر يخصها لكن لا توجد قوة في الأرض يمكنها أن تضغط على المسيرية للتنازل عن أرضها، وقال على سلفاكير أن يدرك أن النفط يعبر عبر أراضي المسيرية التي تملك كروتاً عديدة الآن لمواجهة أي خطوة قادمة وحذره من الاستجابة لضغوط أعداء السلام والاستقرار مع الشمال بغرض المحافظة على موقعه، لأن ذلك لن يحقق له متبغاه، بل ينسف كافة الاتفاقيات مع السودان.