تحولت جلسة المجلس الوطني أمس المخصصة للتداول حول بيان وزارة الخارجية بشأن السياسة الخارجية للسودان إلى سجال وخلاف حاد بين نائب رئيس البرلمان سامية محمد أحمد وعلي كرتي حول الموقف من دولة مصر، ففيما اتهمت سامية القاهرة بإيواء المعارضين للحكومة وفتح قنواتها لتشويه صورة السودان في معظم العهود، دافع وزير الخارجية عن المواقف المصرية تجاه البلاد مؤكداً تفهم الأخيرة لمواقف الخرطوم ووجه كرتي صوت لوم لوسائل الإعلام المصرية واتهمها بمعادات السودان لكنه أشار في ذات الوقت إلى وجود وسائط مماثلة في السودان وقال إن الحكومة لا تستطيع تكميم الأفواه، لافتاً النظر إلى الرغبة في تحسن العلاقات بين البلدين مستقبلاً. وشن كرتي خلال رده على مداولات النواب حول بيان وزارته أمس، هجوماً عنيفاً على بريطانياً واصفاً سياستها تجاه السودان بالمنفرة، لافتاً النظر إلى أنها تعادي الخرطوم في كافة المنابر الدولية، كاشفاً عن وجودها وراء كل القرارات السالبة ضد السودان في مجلس الأمن، مؤكداً توفر النية في تحسين العلاقات بين الخرطوم ولندن لكنه رهن ذلك بتأدية الأخيرة لواجبها تجاه السودان، وأضاف ولكن لا نرى أي تقارب بين البلدين حتى الآن. ولم يخفِ كرتي استياءه من عدم التنسيق بين الوزارات في المشاركة في المناشط الخارجية، مشيراً إلى تجاوز الوزارات للخارجية في السفر للخارج، منوهاً إلى أنها ستلجأ إلى مجلس الوزراء واصفاً قراره بالسياسي، مشدداً على ضرورة إعادة الأمر لوزارته باعتبار أنها الجهة المنوط بها تقييم حجم المشاركة، واعترف كرتي بوجود تحديات وصعوبات تواجه السودان في مجلس حقوق الإنسان، لافتاً النظر إلى أن القضية باتت تشكل وسيلة ابتزاز من الدول المعادية التي قالت إنها ما زالت تضغط على المجلس والخبير المستقل لإعادة السودان للبند الرابع، راهناً استمرار الحوار مع أمريكا بالجدية منها وضرورة أن يقود الحوار إلى نتائج ملموسة، واصفاً استمرار المبعوثين الأمريكيين بأنه لا فائدة منه في تطوير العلاقات، وجدد كرتي تأكيده على عدم الحاجة لأي دور أمريكي يتعلق بالعلاقات مع دولة الجنوب وحصر أولويات التعامل مع واشنطون في المرحلة المقبلة في إزالة اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب ورفع العقوبات الاقتصادية. وكشف كرتي عن جهود لوزارته بشأن تحسين العلاقات مع يوغندا وتوقع حدوث اختراق في المرحلة القادمة. ومن جانبه طالب رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان محمد الحسن الأمين الحكومة بالتنسيق في نشاطها الخارجي مع وزارة الخارجية، مؤكداً قدرة الدبلوماسية السودانية في التعامل مع أمريكا، داعياً إلى وقف ما أسماه بالمد الذي يسعى لزعزعة السودان واتهامه بالإرهاب.