سيارات من كل الماركات والموديلات أخذت مواقعها بصورة لافتة للنظر أمام فندق السلام روتانا وحركة غير عادية دبت في الفندق وأبوابه الميكانيكية تفتح في وجه قادم وقبل أن تقفل يجبرها قادم آخر على الدخول.. العمم البيضاء تعلو الرؤوس. والجلابيب الناصعة البياض تتمدد طولاً وعرضاً والشالات ملقاة بأدب على الأكتاف.. والعصي من أرقى أنواع الأشجار والمواد المعدنية الغالية والخفيفة تسلم نفسها بحنية لمقبض الأيادي. وآخرون بالزي الأفرنجي الكامل أو المتوسط.. بلونَّي الحياة الأزرق والأبيض.. والعطور الباريسية تعطر المكان.. المعطر أصلاً بأهل الهلال.. فالصالة الكبرى بفندق السلام روتانا كانت ليلة الأربعاء أشبه بصلاة العيد أناقة وجمالاً وعطراً فواحاً.. وأشبه بصلاة العيد والابتسامات العريضة والبشاشة وحلو التلاقي والعناق يوزعه الجميع على الجميع بالجملة والأقساط... ولا عجب فالبساط الأحمدي الذي يتحدثون عنه هو بساط الهلال.. وجلس القوم على الترابيز المنثورة بجمال.. والمزينة باللونين الأزرق والأبيض وعلى المنصة جلس الضباط الثلاثة الرئيس.. والأمين العام.. وأمين الخزانة في مشهد هو الجمال ذاته. وفي جوانب أخرى جلس أعضاء مجلس الإدارة بعضهم جماعي وغيرهم واقفون على ضيوفهم - والضيوف أهل المنزل - بهذا المنظر الذي يزيل الحزن أكثر من الماء والخضرة والوجه الحسن. تبادل رجالات القبيلة الزرقاء الكلمات فواحد يتحدث متغزلاً في الهلال.. وآخر يزيد في الغزل بيت قصيد ويزيد في الأغنية مقطعاً ويرتفع باللحن لحناً وتاريخ الهلال ومنبعه الطيب وأساسه المتين كان القاسم المشترك الأعظم لكل المتحدثين والذين أجتهد كل واحد منهم على تقديم خارطة طريق.. لمجلس الإدارة.. لبعث هلال جديد هلال لا يجارى.. أما الفريق فكان الزينة العليا والفريق المقصود هنا ليس حامل رتبة عسكرية.. الفريق فريق كرة القدم الذي أمن المتحدثون والمجتمعون على دعمه وتقويته والمحافظة عليه حتى يحقق حلم البطولة الأفريقية الحلم القريب لا البعيد المنال. وتأكد أن الأهلة جميعهم يضعون أخوان البرنس على «العين والرأس» ولا يقبل أحد أن «ترك فوقهم ذبابة» أو يعطلهم طاريء فحمايتهم أولاً ودعمهم المادي والأدبي والمعنوي أولاً وأخيراً ولم ينس المتحدثون حسب تاريخهم وتجربتهم أن يقدموا النصح لمجلس الإدارة - في كثير من الأمور «الحياتية» للهلال - فالعضوية كانت المحور.. فنواب الهلال القادمين بلا حشد ولا استجلاب نواب برلمان الهلال المستنيرون هم بناة هلال الديمقراطية والتقدم والانطلاق لمنصات التتويج وهذا ما أنصب عليه حديث كل المتحدثين وعلى رأسهم السيد رئيس النادي. والذي أشار إلى انتهاء مهمة مجلسه بانتهاء التكليف وعدم ربطه بالمدة الزمنية المحددة للمجلس وهذا ما رفضه المتحدثون بعده.. واعتبروه «زوغان» وفكرة مبكرة.. للهروب المرفوض جملة وتفصيلا.. وإن كان لي أن أقول شيئاً هنا فإنني أقول ليوسف وأخوته.. شدوا حيلكم وأربطوا أحزمتكم وشيلوا شيلتكم.. فما أنتم تحته وماهو فوقكم أمانة ألقاها عليكم شعب الهلال ولا فكاك معذرة قصدت أن ألخص حديث المتحدثين بلا ذكر أسماء أما الأستاذ إدريس الضرير الذي يبصر الهلال بعقله وقلبه فقد كان لحديثه طعم ولون ورائحة خاصة فالرجل ينظر للهلال.. بميزان لا يتوفر للكثير من الناس ويعيش الهلال بالقلب والنبض والوجدان. ويكفي أنه الأعمى الذي يجلس في كل مباريات الهلال بالمدرجات. وكان إدريس عملياً ليعلن عن تبرعه المالي للهلال وتنهال بعده التبرعات بالاسترليني والدولار وبجديد العملة السودانية وقديمها.. ليقف من يقدم تبرعه بالجنيه ويعقبه من يعلنه بالدينار.. ومليون في مليون في مليون.. وعشرة مليون وخمسين مليون ومائة مليون.. وتعدت جملة التبرعات المليار.. وفاتت المليار الثاني. ودعاء يأتي من بيعد اللهم زد وبارك.. ليتقدم وزير مالية الهلال الدكتور كرار التهامي ليلخص اللقاء وبعده شيخ العرب يوسف أحمد يوسف رئيس النادي يرفع تعظيم سلام لكل الداعمين ويخص بالشكر الحكيم والأرباب والكاردينال.. وغيرهم من الذين ساهموا بالقرش والعرق.. والحركة والتحرك.. والفكر والرأي... وكلهم هلالاب لآخر مدى... هلالاب بلا حدود.. هلالاب غير مشحودين على السيّد الهلال. أيها الأهلة ضيق الوقت حال دون دعوة الكثيرين والدعوات التي خرجت بعضها لم يصل والزعل مرفوع.. ففي الحتة دي الجايات أكثر من الرايحات.. والتواصل بين مجلس إدارة الهلال ورجالات النادي قائم ولن ينقطع أبداً أو كما قال السيد رئيس النادي في الاجتماع فالأهلة الآن أمرهم شورى بينهم.. وكلهم قياديون وبالقيادة الجماعية نبني الهلال الجديد الهلال الذي لا يجارى. وهلالاب والأجر على الله.