عندما تحدث أزمة في الخبز تنتابني حالة من الغيظ الشديد، فنحن قوم نأكل مما لا نزرع وتم أدماجنا في حرب القمح بصورة خطيرة، جعلت أبناء هذا الوطن يتعاملون كالوحوش إذا غاب القمح ويضغط مستوردوه على الحكومة إذا لم تتوفق في توفير القمح.. وكأنها لا تحصل على تسهيلات وتصديقات منها لأنها تعودت على العمل بطريقة لي الذراع، وهذا ديدن كل من يقدم خدمة للمواطنين، فهاهم أصحاب الحافلات يتوقفون من العمل بسبب التسويات والغرامات المرورية لأنهم يريدون لي يد الحكومة بعدم ترحيل المواطنين، وخلق أزمة في المواصلات بواسطة فرض شروطهم غير القانونية، وياخوفي من أن تكون لنا خدمة في يد الحرامية وقطاع الطرق، ويأتي يوم ويطالبون بعدم سؤالهم واستجوابهم حتى لا يسرقوا المواطنين، وإذا أكل أحدهم وقبض عليه يسرق الباقون (من طرف) لأن الشرطة قامت بواجبها.. وبعودة لموضوع الخبز أو رغيف العيش ظني أن الفجوة مفتعلة وأنه لا مشكلة غير مشروع الحكومة الذي طرحته قبل ثلاثة أو أربعة أيام وهو الخبز المخلوط، فقد اعترض عليه البعض بحجج واهية فماذا يمنع أن تخلط شيئاً مما ننتجه مع آخر نستورده لنخفف على أنفسنا ويلات فواتير القمح التي أصبحت ترهق الدولة، وتضغط على فاتورة الدواء.. لعمري هذا أمر غريب وعجيب هل حدثت الفجوة في ويومين؟.. وهل الدقيق الموجود في البلاد لا يكفيها فعلاً؟.. وهل نحن في حاجة لأن نأكل الخبز الفاخر والبيتزا والفطائر والباسطة والجاتو والتورتات و.. و.. على حساب أشياء أخرى؟.. وهل ما يحدث الآن بروفة للحكومة حتى لا تحاول رفع الدعم عن القمح؟.. أم هو التفاف على الحكومة لأنها ضغطت على أصحاب المخابز لبيع (4) رغيفات بجنيه؟.. كل هذه الأسئلة وأسئلة أخرى يمكن أن تقود الإجابة عليها للمشكلة الأساسية.. فلا يمكن أن تكون المشكلة الحقيقية هي عدم توفير العملة الحرة؟ وحتى ولو كان ذلك صحيحاً إلى متى سنظل في سجن القمح ومخلب قط لجهات تستفيد من هذه الحالة؟ وعلينا أن نرتب أولوياتنا خاصة بعد أن بدأت الإصلاحات الاقتصادية، فهناك فواتير كثيرة لابد أن تمزق نهائياً أو تخفض قيمتها.. وهنا تحضرني قصة حقيقية قال أحد المواطنين في الدولة بعد رفع الدعم عن المحروقات إنه مزق فاتورة لبن البدرة لأن أسعاره أصبحت مبالغة.. وقال إن إحدى بناته قالت له إن رأسها (يؤلمها) من عدمه فقال لها «بوجعك الليلة وبكره وبعد بكره بفكك».. ويمكننا أن نفعل ذلك مع القمح وغيره من السلع؟.