مستشفى كبير ومتطور و«خصوصي» يقع في أطراف السوق المحلي، هذا المستشفى سمعتُ به مجرد سمع حين رقدت به شقيقة زميلتنا «ماريا».. وكانت قد ذكرت بأن المستشفى استلم منهم مبلغ «3000» ثلاثة آلاف جنيه بالجديد عند الدخول و«2000»جنيه في اليوم التالي، وكانوا يدفعون أي فاتورة أخرى للدواء حتى مناديل الورق طلبوا منهم إحضارها.. ولكن توفيت شقيقة «ماريا» فجأة..كرهتُ هذا المستشفى وأنا لم أره من قبل، ولم يرقد لي مريض فيه!! فقلت في نفسي هذا شعور طبيعي- مواساة لزميلتنا .. وفي رمضان تعرضت طفلة «ابن عمتي» لقطع أصبع يدها، فذهبتُ للإطمئنان عليها ووجدتهم متضجرين من المستشفى الذي تمت فيه عملية «خياطة» أصبعها ووجدته نفس المستشفى .. وكان المحاسب في ذلك المستشفى قد رفض أن تدخل الطفلة إلى غرفة العمليات ما لم يدفع والدها رسوم العملية وأصبعها على وشك أن ينقطع تماماً، وهي تبكي وتصرخ من الألم وكان الوقت ليلاً وهو لا يحمل معه ذلك المبلغ واضطر في النهاية أن يذهب إلى صراف آلي وصرف المبلغ وأُجريت لها العملية في «جو مكهرب» وغير صحي.. وفي يوم الثلاثاء الماضي كان لي عظيم الشرف بأن زرت ذلك المستشفى، حيث كان لنا معارف، بل أهل «يرقد» والدهم في ذلك المستشفى.. دخلت إليه مستشفى جميل نظيف يخدعك منظره ولكن التعامل فيه غير ذلك تماماً... دخلت إلى غرفة المريض وجدتها لا بأس بها، وسألت عن رسوم اليوم في الغرفة فعرفت أن اليوم ب«250» جنيهاً، لأن الغرفة درجة ثانية أو ثالثة تقريباً ... ولكن أهلي هؤلاء اشتكوا «مُر الشكية» من المعاملة التي وجدوها في هذا المستشفى رغم أنني لم أذكر لهم شيئاً عن شعوري تجاه هذا المستشفى.. فحكى لي ابن المريض بأن الرسوم مرتفعة وأن المعاملة سيئة وأن الفحص الواحد يكلف مبلغاً وقدره، وضرب لي مثلاً بأن أباه احتاج عمل «رنين مغنطيسي» فطلب منه الدكتور عمل الرنين وحدد له مستشفى بعينه، وأخبره بأن الإسعاف جاهز لحمل والده وعند وصولهم إلى ذلك المستشفى.. تفاجأ بأن صاحب الإسعاف يطلب منه رسوم التوصيل!! ما هذا يا المستشفيات الخاصة؟! .. أين الضمير وأنتم تطلبون من مرافق المريض أن يضع مبلغاً معيناً «كأمنية» لدخول مريضه المستشفى، فما ذنبه إذا احتاج إلى إسعاف أو إلى فحص وغيره.. أين تلك الأمنية التي توضع في حساب المستشفى لعلاج المريض.. وهذا قليل من كثير عن ذلك المستشفى وما خُفي أعظم.. ولا نريد أن نفضح المستور أكثر من ذلك..