ما جابوه لي_(الجزء الثاني) منال محمد الحسن [email protected] ذهبت مع موكلتي التي ضربها زوجها لأسباب غير معقولة و حبسها حتى لا تخرج و عندما وجدت فرصة أتت و ذهبنا للمستشفى لعلاجها من جروح الأذى..الطبيب أمر باحضار اورنيك (8) و دخلنا مكتب الشرطة لعمله..رفض الشرطي المناوب و ردد لابد أن تذهبوا للنيابة لتقديم عريضة عشان الموضوع من أمس و كانت الساعة 4 عصرا...خاطبته : معليش يا جنابو مافي نيابة و أصلا هى الآن وجدت طريقة للحضور فالعبرة بمجيئها للشكوى و ليس يوم الحادث لأنها كانت مجبرة على عدم الخروج .بعد ساعات دون البلاغ و قام الطبيب بالكشف و تم تحويلها لمشفى آخر..هناك كانت الطبيبة تردد و هي تكشف على المريضة (أنا ما بحب شغل اورنيك 8 ) و كأنما كان أحد يسألها عن ذلك و تم تحويلها للمعمل ولم تكن معها بطاقة تأمين ولا تحمل مبالغ كافية خاصة انها صرفت مبالغ كثيرة في التنقل من مستشفى لآخر..قام المدير الطبي مشكورا باعفائها و لكن المفاجأة أن الموظف أو المحصل و الموظفة التي تقوم باجراء الفحوصات كانا يرددان (كيف ما معاك فلوس؟ ادفعي أي حاجة ما معقول !) خاطبتهم : معقول جدا أن لا يحمل االانسان فلوس خاصة أن هذا يعتبر جناية و لكن الغير معقول أن يكون هناك انسان مظلوم و مجني عليه و ليس لديه فلوس للعلاج ولا يستطيع الشكوى و الشكية لله!! لدي بلاغ في أحد النيابات ضد مجهول ادعى أنه من أفراد الشرطة و هددني و أساء لي و أزعجني عبر هاتفه و قمت بفتح بلاغ ضد مجهول (بالرقم) وتم مخاطبة شركة الاتصالات التي لم تجد له عنوان ووجدت أرقامي في صدر مكالماته الصادرة..و أفادوني بذلك..طلبت أن يستدعي أصحاب الأرقام الأكثر صدورا من موبايله للافادة عن مكانه و عنوانه..تم مخاطبة اثنين من الذين وجدوا في القائمة عبر خطاب من الشرطة بالحضور..أرسلت محامية من مكتبي تتابع الأمر فقال لها المتحري اعلان الحضور أمامي بس متوقف على قروش المواصلات للمعلن من المباحث..أتتني بالخبر اليقين كان يمكن أن ادفع أي مبلغ بسيط و أخلص ولكن فكرت اذا كان أحدهم لا يملك مبلغ المواصلات ماذا سيكون مصيره؟! (حقه يروح و عرضه يفوح) الآن اذا كان هناك فاعل خير يريد متابعة اجراءات بلاغي و يتكفل بالمصاريف فله الأجر و الثواب و اذا لم أجد خليهم يهددوا و يعاكسوا و يشتموا و الشكية لله!! شاب استشهد في مناطق العمليات بالشجرة و كان ضمن زملاء أبان تأديته الخدمة الالزامية و بعد الوفاة (رحمه الله) قام أهله بمتابعة حقوقه و ظلوا يلهثون ما بين في المنسقيه للأخرى في الشارع و ثم المعاشات و عندما غلبوا حيلة أوكلوني بمتابعة الأمر..أول مفاجأة لم أجد الملف و بدأت في البحث من هنا لهناك يقولون اذهبوا للأولى و آخرين يعودون بنا للثالثة و آخرين يقولون ارجعوا الآخرة و ليتهم قالوا الأخرى لكان لنا أمل المواصلة..المفاجأة أن أسرة الشهيد قد قامت بتسمية أحد المولودين بعد وفاته باسمه.هل تدرون ما عمر الطفل الآن؟عمره الان احد عشر عاما و الاجراءات منذ ثمان سنوات وما زال البحث جاريا أين ملف الشهيد؟!الشكيه لله في يوم ليس ببعيد أصبحنا و أبو خالد يتلوى من ألم به لم يقدر هو ولا نحن على الصبر عليه..ذهبنا به لمستشفى تعليمي..كان ذلك بعد أداء صلاة الفجر و قبل شروق الشمس..دخلنا الطوارئ أو الحوادث و وجدنا و الحق يقال طبيب ومعه طبيبتان في قمة الذوق و الهمة وصاحيين و مفتحين..تم تحويل المريض للمعمل ..قمت بأخذ ورقة الفحص و بدأت أخبط على شباكه خاصة اني كنت أرى حذائه (لا مؤاخذة) و لم يفتح بدأت في زيادة ضربات الشباك و معها ذادت ضربات قلبي و مع ذلك (لا حياة لمن ينام) فقد كان يظن أن الليل ما زال طفل يحبو...عدت لموظف ينظف الأرض في نشاط و سألته كيف الوصول لهذا الفني؟! فقال : عودي و خبطي بشدة أكثر..عدت مرة أخرى و المريض يئن و بدأت في اعادة الكرة فقام من نومه مذعورا غضبان و ردد (خلاص أنا سامعك) و ربما ظن أن هذه أول دقة في شباك (غرفته) عفوا (معمله) و طلب منا تسديد الرسوم ..ذهبنا للموظف و الذي كان في نومه أشد من صاحبه الأول و لكن تجاوب سريعا و لكنه رأى أحد العمال يرش في الحوش بالماء فقال: المطرة دي جات متين! قلنا ليه : صحا النوم مافي مطرة بس في مطرة قروش جاية خزنتك! و قلت في سري (قام من نومه لقى كومه) و السؤال لماذا يواصل العمال وردياتهم و ينام هؤلاء الموظفون؟و ما معنى وردية أو نبطشية و مناوبة ؟ هل تعني النوم حتى حضور المريض؟ أم نوما في مكان غير المنزل و بس..لمن نشتكي هؤلاء في هذا الوقت و طبعا ما في مدير يناوب و يشرف..الشكية لله!! وحتى لا يكون كل ما رأيت و سمعت و نقل لي (الجابوه لي) كله شكية لله وحتى شوية أخفف عليكم مرارة أمس بطعمها في حلقي فأورد لكم أمثلة رأيتها و شكرت الله عليها و بدلا من الشكية لله قلت الشكر لله.. ذهبت للقمسيون الطبي لاستخراج أمر بخصوص ابني شفاه الله و دهشت لاستقبال الموظفات لي بكل ترحاب و بشاشه..و سرعة الاجراءات و وجدت نوع فريد من الاطباء في التعامل الراقي الذي كان لسوء حظي لم أحظ به قبلا في المرافق التي تعاملت فيها لدرجة أنني بدأت اتمعن في نفسي هل أنا في (الصحيان) أم (الحلم)؟ يعني بالواضح أنا في حلم و لا علم؟و الشكر لله وحده فرع شوامخ في مدينة الثورة الحارة الثامنة قاموا بعمل اجراءات في غاية السرعة و بكل ترحاب و ود و لا قرش ولا تعريفة..بعد أن فقدت الامل من فتاوي الموظفين فيما اوردته لكم من امور شكية في صدر مقالي لكم و الشكر لله وحده.. و عقبال ما افرحكم زيادة والمرة القادمة يكون كل الشفته و السمعته و الجابوه لي كله الشكر لله اولا و للمواطن السوداني ثانيا و لي أنا ثالثا!!