أصبحت الأسر السودانية تتوارى خجلاً وإعلانات الجنس تدخل المنازل من دون أي استئذان بمسمياتها المختلفة عبر الشاشات الفضائية بطريقة اعلانية (قذرة)، تستحي عندما تشاهدها الأسر، ويبدو الخجل واضحاً على أفرادها، فهل من المعقول أن نستمع ونشاهد لقذارة هذه الإعلانات بهذه الكثافة عبر الأقمار الصناعية حاجات تكسف مثل (زيادة القدرة الجنسية - تكبير وتضخيم الأعضاء) وغيرها من المخجلات.. فهل نحن في زمن نزع الحياء من الإعلانات التلفزيونية وفقدنا القدرة على إيصال المعلومة بالطرق المهذبة . أخاف كثيراً على قنواتنا الفضائية المحلية التي اتجه بعضها لسوق الإعلانات الجنسية بالأعشاب المختلفة وباتت تفرد لها الأشرطة الإعلانية أسفل الشاشة - العافية درجات - وعلى القائمين على أمرها الانتباه لذلك حتى لا تطالهم سياط النقد العنيفة فنحن شعب محافظ لا نرضى بمثل هذه الإعلانات القذرة. بالمناسبة لا أدري لماذا يتم تحجيم البرامج الدينية قنواتنا المختلفة وباتت مساحاتها شبه معدومة، وحتى ولو وجدت يتم بثها في أوقات ضعيفة المشاهدة فهل ابتعدنا عن ديننا لهذه الدرجة. لا أدرى لماذا يصر مدير البرامج بقناة الشروق على هذه الفوضى في برمجته بدون دراسة، فقد اندهشت وأنا أشاهد القناة في أول منتصف الليل ببرنامج غذائي بعنوان (بيت الهنا).. عليك الله ياسيد أسامة في زول يشوف ليك قناتك ويتابعها وفي تبث برنامج لاعداد الطعام في الشق الأول من الليل. وهل تصر على إبعاد المشاهدين ونفورهم عن شاشة الشروق بهذه الوضعية للمميتة البرامج.. يا سيد أسامة تناول الطعام بالليل ساكت ما صحي عشان كده خلي برامجك صحية شويه، وأبعدنا من تخبطك وضعف ترتيبك قليلاً حتى لا نتأكد ونقتنع تماماً بأن الكرسي الذي تجلس عليه أكبر منك- كما قالت غفران معتصم. أعان الله مخرجنا سعيد حامد وهو يحاول أن يصنع من الفسيخ شربات ويجتهد من جيبه الخاص لصناعة سينما أو دراما سودانية، فمن يمد لسعيد يد العون ويحمل لواء نهضة الدراما في البلاد.. فهل يسمعني السيد وزير الثقافة الاتحادي والولائي وكبرى الشركات. ضحكت كثيراً الأسبوع الماضي وأنا اطالع خبراً طريفاً للغاية يقول إن قناة اسرائيلية سرقت فكرة برنامج (حالة استفهام) على شاشة النيل الأزرق، حتى قال لي ظريف المدينة: البرنامج ده نحنا ماشايفنو وماعندو اي تأثير على الواقع.. الاسرائيليون ديل ما عندهم شغلة ولا شنو خلاص خلو أي حاجة ضد البلاد وبقوا يسرقوا أفكار برامجنا.. عفواً مثل هذه الأخبار تضحكنا حد البكاء. بعد أمسية النادي العائلي الأخيرة على الفنانين الشباب أن يمسكوا الخشب ويبلو رؤوسهم ساكت، فمعتز صباحي راجع للساحة بقوة ويحمل مقص الابداع ليحلق شهور مغنواتية الهبوط لتعطير وتنظيف الآذان بروائع الكلمات والصوت الطروب.