شهدت جلسة البرلمان أمس سجالاً بين وزير الخارجية علي كرتي والنائب البرلماني محمد صديق دروس، ففي الوقت الذي أكد فيه دروس أن تطور العلاقات مع أمريكا يتطلب تخصيص 50% من جهود الدبلوماسية السودانية لتحقيق ذلك، وأشار إلى أن «أمريكا ما عندها زهايمر لأنها تعلم أن كرتي أحد مؤسسي المشروع الحضاري وعمل منسقاً عاماً للدفاع الشعبي وليس من المنطق أن يكون الشخص الذي كان بالأمس يلبس الكاكي ويردد أمريكاروسيا قد دنا عذابها يأتي اليوم ويلبس الكرافتة لتحسين العلاقة بين الخرطوم وواشنطن»، الأمر الذي أغضب كرتي ودفعه للرد بعنف قائلاً إن اختياري للوزارة لم يكن بطوعي ولم يحدث أن تقدمت لشغل وظيفة عامة بالسودان مطلقاً. وفي الاتجاه نفسه دافع رئيس لجنة العلاقات الخارجية والأمن والدفاع عن كرتي واتهم النائب دروس بأن لديه صلة بالسفارة الأمريكية.ودعا كرتي الحكومة لرسم علاقة واضحة للتعامل مع السعودية ودول الخليج وإيران، لافتاً إلى أن الأمر فيه الكثير من الحساسية التي لا يمكن البوح بها في الإعلام، واقترح على البرلمان عقد جلسة مغلقة مع الأطراف ذات الصلة لتبادل الآراء والاتفاق على سياسات ومواقف معلومة. وكشف كرتي عن تقديم مسؤولين بشركات أمريكية حلولاً لدخول التحويلات المالية إلى السودان عبر طرق يتم من خلالها تجاوز العقوبات الاقتصادية، منبهاً إلى أن الضغط الاقتصادي بالموارد التي يملكها السودان يعتبر أحد البوابات الرئيسية لبناء اقتصاد قوي. واشتكى كرتي من التقاطعات الداخلية والخارجية التي تعيق عمل وزارته، وأضاف أنا أعمل في ظل ظروف بالغة التعقيد بها مواقف داخلية ثابتة على مرتكزات لا تزحزح، وزاد أن ما يجري من تفلتات على الحدود السودانية التشادية لا يعدو كونه تصرفات فردية وليس سياسة دولة، وطالب بحل المشكلات بانتهاج نموذج التعامل بين المحليات في الحدود مع دولة أثيوبيا. وأماط اللثام عن زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الأثيوبي للخرطوم خلال الشهر القادم، مشيراً إلى اقتراب ترسيم الحدود بين البلدين.إلى ذلك أجاز البرلمان بيان وزارة الخارجية بالإجماع.