يحكى في قديم الزمان أن هناك (نملة) كانت تعيش في إحدى الغابات المجاورة.. عرفت بالإجتهاد تذهب صباح كل يوم لعملها بنشاط وهمة وسعادة فطوال يومها هذا تنتج وتنجز الكثير من المهام.. وفي يوم من الأيام كان الأسد ملك الغابة يستريح تحت إحدى الأشجار.. وفجأة وجد نفسها يتابع تلك النملة النشطة.. التي تعمل بكفاءة متناهية دون وجود مشرف عليها.. قال الأسد لنفسه: إذا كانت هذه النملة تعمل بكل هذه الهمة والطاقة دون إشراف أحد عليها فكيف سيكون عملها إذا عُين لها مشرفاً يتابع عملها؟. لم يضيع الأسد الوقت قام من مكانه وعين (الصرصور) مشرفاً على أداء (النملة).. فكان أول قراراً أتخذه (الصرصور) أن عين زمناً للحضور وإنصراف تلك (النملة).. وقام أيضاً بتعيين سكرتيرة له لتقوم بكتابة التقارير اليومية حول أداء (النملة) وجاء ب (العنكبوت) حتى يكون مشرفاً لإدارة الأرشيف ومراقبة المكالمات التلفونية. انبسط الأسد لتقارير التي رفع لها الصرصور وأكد عليه أن تطور تلك التقارير بإدراج رسوم بيانية وتحليل المعطيات لعرضها في إجتماع مجلس الإدارة فأشترى الصرصور جهاز كمبيوتر وطابعة ليزر وعين (الذبابة) عليها مسؤولة عن ذاك القسم. كرهت (النملة) المجتهدة كثرة الجوانب الإدارية في النظام الجديد والإجتماعات التي كانت تضيع الوقت والمجهود وعندما شعر الأسد بوجود مشكلة في الأداء قرر تغيير آلية العمل في القسم، فقام بتعيين (الجرادة) لخبرتها في التطوري الإداري فكان أول قراراتها شراء أثاثات جديدة وسجاد من أجل راحة الموظفين كما عينت مساعداً شخصياً لمساعدتها في وضع الاستراتيجيات التطويرية وإعداد الميزانية. وبعد أن راجع الأسد تكلفة التشغيل وجد أنه من الضروري تقليص النفقات تحقيقاً لهذا الهدف.. فقام بتعين (البومة) مستشاراً مالياً وبعد أن درست البومة الوضع لمدة ثلاثة أشهر رفعت تقريرها إلى الأسد توصي فيه بأن القسم يعاني من العمالة الزائدة، فقرر الأسد فصل النملة لقصور أدائها وضعف إنتاجها.. هكذا وجدت النملة نفسها في وضع لا يحسدها عليها أحدس.