إن محاولة الأخ رئيس الجمهورية لاجراء تشكيل وزاري جديد هي البحث عن مخرج لما تتعرض له الوزارة الحالية من انتقادات حادة من قبل المعارضة ومن غير المعارضة، الأمر الذي دفع الرئيس لأن يجمل الصورة بتشكيل أو تغيير، ربما يحمل الجديد المفيد، وربما تكون ذات الوجوه ليتم تبادل الأمكنة فقط بذات رموز الحزب الحاكم، ونقول له إن كان الأمر كذلك فليس في الأمر جديد، فقط بذات رموز الحزب الحاكم، ونقول له إن كان الأمر كذلك فليس في الأمر جديد، فقد شعبنا جوعاً، وتعبنا تخلفاً من تلكم الوجوه التي قبعت سنيناً ولم نر شيئاً يذكر. دعونا أيها الساسة من مسألة التشكيل وما يحمله من مفاجآت قد تكون سارة وقد تكون ضارة، دعونا من كل هذا ولننظر للأمر بوطنية صرفة، وبشجاعة واضحة ونقول الوطن محتاج الى الضمير حاكماً لمن يتسلم زمام الأمور من الوزير وحتى الخفير بجميع مؤسسات الدولة، لأن ما نعايشه هناك انعدام للضمير تجاه الوطن، حيث أصبح الكل وبكل حزن وأسى يعمل وفق ضمير حزب، وأنانية قبيحة، وفي ذلك انسداد لأفق الرؤى الخلاقة وتأخير لعجلة التنمية تلك، التي تحتاج الى نبذ الذات والتعامل مع الأمور بمسؤولية يحكمها ضمير، لأن موت الضمير عطل حركة السير الى الأفضل في شتى المجالات، حيث أننا نلاحظ سلحفائية السير الى الأمام بل انعدامها في كثير من الولايات، مع ملاحظة النشاط فقط في حركة الجبايات، مما أدى لأن يهجر المواطنون قراهم وأريافهم ويتجهوا بكلياتهم صوب العاصمة للبحث عن لقمة العيش بكرامة، مما أدى الى تكدس العاصمة وامتلاءها بكتل بشرية فيها الكثير من الخطورة على الأمن مستقبل الأيام. إن مسألة انعدام الضمير في جميع الأمور لا تقود الى خير لأن في ذلك تكمن النظرة الضيقة الى الذات والى الجماعة التي ينتمي اليها الفرد، ويضيع وسط ذلك الدافع الى العمل بتجرد واخلاص من اجل وطن للجميع.. وفي مقابل ذلك نرى العمل بضمير حي ووطنية صادقة يؤدي الى الاداء بأمانة ومسؤولية ووطنية في قوة سوف تذهب بنا بعيداً وتحلق بنا عالياً في سماء التطور والنماء. إن الوطن أخي الرئيس محتاج الى ضمير وضح غيابه بين جنبي الكثير من المسؤولين، وهل هناك امكانية لإعادة هذا الضمير الغائب بل المغيب من أجل الذات، إن إنساناً يحب ذاته ويعمل من أجلها ومن أجل حزبه أو جماعته لا يرجى منه، عليه تأتي مسألة الحسم لإبراز وجوه جديدة، تخرج من بين أناس بعيدين كل البعد عن التحزب، والتأطر والتشكل داخل أحزاب لا ترى إلا نفسها، تريد إذن البحث عن وجوه جديدة ليس لديها اي انتماء حزبي تنتمي فقط إلا الوطن الواحد السودان الحبيب، أمثال هؤلاء هم كثر وموجودون لكنهم مبعدون بأمر الساسة ممن يتحكمون في الأمور وينعونها عوجاً لأن من يعرف الوطن ولا ينتمي لسواه يعرف الوطن وقدر الوطن وحق المواطن، وفي أمنيته التطور والنمو في جميع جنبات الوطن، وتلك هي النظرة بقومية الى كل الاحتياجات هم يتمترسون داخل سور الوطن بكل أشكاله ويعملون بيقظة وضمير لا يعرف الذات. إذن أريحونا من نعمة التشكيل الوزاري الذي يأتي دائماً بوجوه معروفة ومألوفة جربت وما قدمت، أبحثوا إذن عن وجوه لا تعرف إلا الله الواحد القهار الذي يراقب أعمالنا، والوطن الواحد الذي نحن مسؤولون عن نهضته، ومن يعرفون الله والوطن موجودون بيننا لكنهم كما أسفلت مبعدون عننا لأغراض حزبية رخيصة، وأهواء دنيوية عقيمة. إن أصحاب الضمير الحي هم من ينقذ الوطن ويخرجه من هذه الدائرة الضيقة، وينتشله من ذاك النفق المظلم، إننا نظل ننادي بأصحاب الضمير هذا هو التغيير، وإن عاد الضمير وأصحاب الضمير الى دفة الحكم سوف نشهد عندها تحولاً واضحاً لا تخطئه العين لأن من يعملون بضمير لا ينظرون الى ذواتهم، بل يعملون وفق خوفهم من الله جلت قدرته، ووفق مسؤوليتهم تجاه الشعب الذي ملكهم الأمر، لذلك يبذلون الجهد بأيادٍ نظيفة عفيفة وشريفة من أجل إظهار شيء ملموس يراه ويحسه المواطن مع كل اشراقة شمس، هذا هو التغيير في التشكيل الذي تنشده الأغلبية المغيبة. أخي الرئيس وإن كنت ترى أن هذا الشعب يحبك فلماذا لا تشركه في الأمر، أمر اختيار من يقوم على أمره ويشرف على وطنه، وأنت تقرأ كتاب الله عز وجل حيث يخاطبكم بقوله: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «وشاورهم في الأمر». هذا هو الأمر المهم الذي يجب أن تشاور فيه شعبك لأن الموضوع يخص حياتهم، ومستقبل وطن حدادي مدادي ما بنبنيه فرادي.. إذن عليكم النظر بموضوعية ومسؤولية حتى لا نكرر الخطأ ونغافل هذا الشعب المسكين الموجوع المفجوع في من يتسلم زمام أمره، وأنني لا أشك قط في أن الرئيس يتمنى أن يرى وطناً يسير الى الأمام غير أن الحصول والوصول الى تلك الأمنية يتطلب التجرد وتعيين الجديد المفيد الذي سوف يقودنا الى المخرج بمشيئة الله وعونه وبالله التوفيق.. عاش السودان عزيزاً قوياً.