لقد ظلت الرياضة في السودان تستقطب الجماهير الغفيرة والتي يصل سلوكها في كثير من الأحيان إلى التعصب، الذي ينتج عنه أحياناً العنف والمواجهات.. وقد أصبح عنف الملاعب والشغب الرياضي قضية تناقش من وقت لآخر.. لذا فإن العمل في المجال الرياضي أصبح طارداً وأصبح الذين يقتحمون هذا المجال يعانون الكثير. ولكن لا شك أن المجتمع الرياضي بصورة عامة يعتبر رافداً من روافد المجتمع الكبيرة، وأن جماهير ناديي الهلال والمريخ وحدهما يمثلان نسبة عالية وثقلاً سكانياً على مستوى الوطن. لذا فلابد أن تهتم الدولة بهذا القطاع الحيوي رغم أهليته خاصة في مجال كرة القدم، وهي تمثل بلا منازع اللعبة الشعبية الأولى.. والإهتمام بالرياضة يعني الاهتمام بقطاع الشباب الذي يمثل أيضاً نسبة عالية من السكان.. وفي إطار الاهتمام تنشئ الدولة أحياناً وزارات للشباب قومية وولائية، وأحياناً مجالس عليا وأحياناً هيئات.. ولكن سوى أن اهتمت الدولة بها أو لم تهتم فقطاع الرياضة قطاع مؤثر في الحياة العامة.. بل في تحديد اتجاهات المجتمع.. وما عادت الرياضة مجرد لعبات وتسليات وإنمان الاهتمام بها يعني الاهتمام بإحدى مشاريع التنمية المهامة.. لذا فقد رأينا مؤخراً قيادات وأسماء كبيرة قد انخرطت في المجال الرياضي، لكن بكل أسف فإن السلبيات التي تحيط بالمجتمع الرياضي قد تجعل الكثيرين يذهدون في الاستمرار في قيادات الأندية. ولاشك أن الأزمات التي صاحبت إدارة نادي الهلال وهو يمثل ثقلاً جماهيرياً قد أدى إلى تعيين لجنة تسيير للحفاظ على استمرارية هذا الصرح العظيم.. وقد كان من الرائع قبول الشخصيات التي وقع عليها الاختيار بالتكليف رغم المصاعب التي يعلمونها الذين يعملون في هذا المجال، ولكن يبدو أن الاختيار الدقيق للجنة التسيير قد قصد منه فرصة للتغيير في السلوك الرياضي بكامله ليس في الهلال وحده وإنما أداء هذه اللجنة سيكون ذو تأثير على أداء كل الإدارات الأخرى.. ضمت اللجنة شخصيات وطنية مشهود لها في كل مجال وهي بقيادة المهندس الحاج عطا المنان، وهو شخصية قومية لا تحتاج إلى تعريف ولكن ما أود أن أشير إليه هو أن دخول هذا الرجل لعالم الرياضة سيكون فاتحة خير وأداة تقويم لسلبياته، فهو صادق أمين لا يعرف الأحقاد ولا المكايدات فمجرد قبوله، بهذا الموقع الرياضي في لجنة تسيير الهلال يعد كسباً للمجتمع الرياضي بكامله، وسوف ينعكس صدق إرادته وحسن قيادته على الرياضة كلها.. وسوف تنعكس نجاحاته التي حققها في كل موقع تولاه بالدولة والمجتمع والهيئات والمؤسسات بمجلس إدارته لشؤون الرياضة. وفي اعتقادي أن قبوله بالموقع قد جاء بقناعاته بأن الرياضة لا تقل عن كل المرافق في أهميتها أإن لم تتفوق وأن الاهتمام بتطويرها يعني الاهتمام بتطوير عجلة الحياة في الوطن.. وأن من حسن الطالع أن تضم لجنة التسيير نخبة من القيادات المشهود لها، وقد جمعتني ببعضهم في المنتدى الاجتماعي الذي يقام ببري أمام دار اللواء حطبة ويقدمه اللواء جعفر وهم اللواء أحمد عطان المنان، واللواء السر أحمد عمر الأمين العام وباسم المنتدى نزف لهما التهنئة على الثقة وهم أهل لها. أرجو أن تتعامل قطاعات الرياضة المختلفة في نادي الهلال وخلافه مع المهندس الحاج عطا المنان ولجنته بأخلاقياتهم الصادقة التي لا تعرف المهاترات ولا الضغائن ولا المناورات ولا العصبيات ولا المراوغة.. أنتم جميعاً أهل الرياضة بإدارتها وقياداتها ولاعبيها وجماهيرها وصحفييها سيرو في خط لجنة تسيير الهلال الراعي للصدق والإخلاص والوفاء النابذ للخلاف والتراشق والمكايدات في عادت الرياضة وعاء لذلك .. خاصة بعد أن دخل اليها هؤلاء الرجال بشخصياتهم المميزة وانضباطهم وللرياضة كلها.. ومعاً نحو سلوك رياضي جديد يميزه النقاء والطهارة والصدق.