ü قال لي الصغير لماذا لا يأتي لنا الجليد هنا؟! ضحكت وقلت له هذه هي «تقاسيم» الجغرافية والمناخ!! هذه الأيام الجميع مشدود للفضائيات!! فموجة اليكسا!! اسم «الدلع» للعاصفة الثلجية التي تضرب هذه الأيام مناطق واسعة من الشرق أوسط في ظاهرة لم تكن معروفة من قبل.. فمصر القريبة فوجئت بتساقط الجليد في عدد من أحياء القاهرة وهو ما لم يكن مألوفاً!! السيدة المصرية قالت: إنهم شعروا بالسعادة عندما وجدوا بلورات من الثلج الأبيض على نوافذ المنزل وعندما خرجوا للشارع وجدوا البساط الأبيض يملأ الأرض فانخرط الجميع في لعبة «اليكسا البيضاء»!! ü أطفالنا يحلمون بشيء من هذا القبيل!! يريدون اللعب والتزحلق على البساط الأبيض ويقفزون في الهواء مع كرات الثلج البلورية في أرضنا «المقفرة»!! قلنا لهم: يا أحبابنا الصغار شاهدوا واستمتعوا باليكسا في «الشاشات» وبس!! وخلونا من الأحلام الكبيرة.. ومع ذلك فإننا بانتظار ما يقوله عالمنا الفلكي د.أنور محمد عثمان هل سيعود العصر الجليدي لهذه المناطق المدارية الجافة؟ وهل تتبدل هذه الأشجار اليابسة بأشجار الصنوبر وأخواتها؟ وهل سيلعب أطفالنا في أزقتنا وحوارينا بهذه الكرات البيضاء بدلاً من كرة الشراب ذات الألوان الداكنة؟! ü ومع ذلك فاليكسا هذه التي يحلم بها أطفالنا قد كشفت كثيراً من القصص المؤلمة والحزينة.. فالعالم العربي من حولنا تجتاحه العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة و«شلت» الحياة تماماً!! نقلت الفضائيات صوراً مؤلمة وغاية في السوء لأحوال اللاجئين السوريين.. وهل هناك صورة مؤلمة أكثر من صورة الطفل السوري «الرضيع» الذي تجمد من البرد؟! ومثله العشرات من الضحايا في معسكرات اللجوء السورية في الداخل وفي البلدان المجاورة!! ü العالم الآن يتفرج على هذه المأساة مثلما هو يتفرج على مأساة الحرب الأهلية والتي فشلت «المصالح المتضاربة» في وضع حد لها!! الكاميرات تنقل من داخل الخيام أبشع الصور ل«بشر» وجدوا أنفسهم في العراء وتحت درجة حرارة تحت الصفر ومعها هبوب رياح قوية بسرعة تفوق أحياناً المائة كلم في الساعة! ü الهيئات الطبية حذرت من موت جماعي يصيب الأطفال والجرحى في المناطق المحاصرة بسبب الجوع وبرودة الطقس.. ولم يكف هذه الشعب ما يتعرض له من قتل للأنفس وهدم للبيوت وقصف للأحياء السكنية وقتل الشيوخ والأطفال والنساء!! ü نحن في السودان «حالنا» يغني عن السؤال.. ومع ذلك نوجه نداءً حاراً للهيئات والمنظمات الخيرية «عندنا» بأن يساهموا ولو بالقليل في مد يد العون والإغاثة لهذا الشعب العربي الشقيق في محنته الراهنة. ü ونقول: إن هذا «البرد» يجب أن يجعلنا بأن نتذكر أهلنا في معسكرات النزوح والنزاعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وفقراء المدن والقرى وما أكثرهم!! ü البرد مثل المرض يكشف أحوال الناس فابحثوا عن أحوال الضعفاء منا يرحمكم الله!!