بات من المألوف وجود شخص ما بالقرب منك يبدو من الوهلة الأولى وكأنه يمشي خلفك يبتسم ويمد يده في حركة مفاجئة تصيبك بالرهبة والخوف.. فعنصر المباغتة يصيبك بالشلل لتدرك فيما بعد انه المجنون. وظاهرة «المجنون» للذكر والأنثى على حد سواء ظاهرة قديمة متجددة تنامت في الأونة الأخيرة لعدد من المسببات، وتعد مواقف المواصلات بالعاصمة القومية والمحطات السفرية والشوارع الرئيسية خاصة «الصواني» وحتى العمارات تحت التشييد وبالقرب من المستشفيات واشارات المرور وفي الأحياء السكنية وبعض «الصرافات» في أوقات متأخرة ليلاً مرتعاً ومركزاً لتواجدهم . وحكى المواطنون لقصص كثيرة تعرضوا لها مع هذا «المجنون» حيث قام بخلع نظارة أحد المارة واطلق ساقيه للريح... وتنم ثيابه وطريقة عدوه عن جنونه، وروى أحدهم قصة طريفة عن المجنون الذي دخل أحد بيوت الخرطوم لانه وجد الباب مفتوحاً وعندما طلبوا منه الخروج قال لهم كيف أخرج وقد وجدت الباب مفتوحاً. وقصة المجنون الذي اعتدى بالضرب على فتاة دونما مقدمات أو مسببات معروفة للجميع.. والكثير من الروايات. واشار البعض إلى إمكانية تحول المشردين إلى مجانين نتاج تعاطي المخدرات والسلسيون وهم بلاشك خطر على المجتمع. واشاروا بأن على الجهات المختصة الاهتمام بهذه الشرائح التي تمثل خطراً على المجتمع وسلامته.