تعرضت طائرة عسكرية أمريكية أمس إلى إطلاق نار كثيف في سماء مدينة بور (200 كيلومتر شمال جوبا)، أثناء محاولتها الهبوط، وأصيب (3) جنود أمريكان كانوا بداخلها، في وقت أعلن د. رياك مشار تنصيب حاكم جديد لولاية الوحدة. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن إحدى طائراتها أصيبت بطلق ناري أثناء محاولتها الهبوط في مطار بور مما اضطرها للهبوط في منطقة أخرى، وأكدت إصابة أربعة من الجنود الأمريكيين الذين كانوا على متن الطائرة، حيث إنهم كانوا في مهمة لإجلاء أمريكيين من بور، وتزامن الحادث مع تقدم قوات الجيش الشعبي المسنود بالمروحيات لاسترداد بور من قبضة قوات بيتر قاديت المؤيدة لمشار، وقال فليب أقوير المتحدث باسم الجيش الشعبي «نحن نتقدم نحو بور.. هناك معارك)، نافياً حصول دولة الجنوب على أي دعم أمريكي أو يوغندي لاسترداد المدينة. وحذرت الإدارة الأمريكية الأطراف من مغبة جر بلادهم إلى حرب أهلية. ولوحت سوزان رايس رئيسة مجلس الأمن القومي بإيقاف بلادها لما وصفته ب(الدعم غير التقليدي) لدولة الجنوب إذا ما استمرت الأطراف في نزاعها. وطلب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من المبعوث الخاص دونالد بوت الذهاب إلى جوبا لدعم الجهود الإقليمية الجارية هناك لتهدئة الأوضاع بجوبا، ودعا زعماء الجنوب بوقف الهجمات العرقية والسياسية، محذراً من اجتياح جوبا بالقوة. ومن ناحية أخرى أحكمت قوات مؤيدة لمشار سيطرتها على ولاية الوحدة بعد أن كانت قد استولت على جونقلي وتوريت بشرق الاستوائية وعين د. مشار اللواء كوني شول حاكماً مكلفاًَ على ولاية الوحدة، وخاطب شول المواطنين عبر إذاعة الولاية ودعاهم إلى الهدوء، وعلى الفور أنشقت مجموعة من أبناء النوير بالجيش الشعبي وانضمت إلى قوات مشار. وقال د. لوكا بيونق إن مشار موجود بولاية جونقلي حيث تمكن من الاستيلاء على معدات عسكرية ضخمة كانت أرسلتها حكومة الجنوب إلى هناك للقضاء على تمرد «ياو ياو»، كما أن لديه قواتاً استولت على توريت بجانب قوات أخرى شمال جوبا. ومن ناحيةأخرى أنهى وزراء خارجية دول شرق أفريقيا «إيقاد» أمس مهمتهم في جوبا بعد أن عقدوا اجتماعات مع الرئيس سلفاكير ميارديت والقيادات المناوئة له، وذكرت مصادر عليمة أن الوسطاء تقدموا بخارطة طريق لطرفي النزاع تبدأ بوقف إطلاق النار وإعادة القوات المتحاربة إلى معسكرات منفصلة ونشر قوات للفصل بينها إلى جانب إخلاء المدن التي احتلتها القوات الموالية لمشار وإطلاق سراح المعتقلين منذ بدء الأحداث وحصر القتلى وإجراء تحقيق وتحديد المسؤولية، فضلاً عن إجراء حوار بين كير ومشار في جوبا أو عاصمة دولة مجاورة.