هناك أصابع خفية تقف من وراء الحرب القبلية في جنوب السودان، ولا تريد استقراراً في المنطقة على الأقل في الوقت الراهن، وتستهدف زيادة الضغوط على السودان الذي يتأثر بشكل مباشر من تداعيات الصراع «الجنوبي-جنوبي» بعد ان استقر الحال في الآونة الأخيرة، وتصافت النفوس ما بين القيادتين في الدولتين بعد الشروع في تطبيق كل مخرجات المصفوفة التي وقع عليها الرئيسان سلفا كير والمشير عمر البشير في وقت مضى بعد تبادل تلك الزيارات التي كانت برداً وسلاماً على الشعبين في الشمال وفي الجنوب، الى ان اندلعت النيران بجوبا العاصمة نهار الأحد الماضي، وحدث ذلك الانفلات الأمني الذي وصفه البعض بالانقلاب العسكري ضد حكومة سلفا كير التي تواجه ضغوطاً اقتصادية، وخلافات في حسم الحركة الشعبية بعد اقالة نائب الرئيس الدكتور رياك مشار، وتجميد عضوية الأمين العام والرجل القوي الثاني بعد سلفا كير في التنظيم الحاكم «باقان اموم» وتدخل الاتحاد الافريقي لرأب الصدع وأجلت الأممالمتحدة رعاياها وكذلك كل الدول الغربية بما في ذلك امريكا، وظل الرأي العام الدولي يتحدث لغة واحدة وهي وقف اطلاق النار في مناسبة اعياد الكرسماس ورأس السنة الميلادية أي بمعنى وقف الإحتراب ما بين الفرقاء في جنوب السودان مؤقتاً وليس لديهم مانع في استمراره بعد الأعياد لأن هناك دولاً وعلى رأسها اسرائيل لا تريد استقراراً في المنطقة وتعلم جيداً بأن تلك الحروب القبلية سوف تلقي بظلالها السالبة على السودان الشمالي، وايضاً مصر بما يؤثر سلباً على قوة وتماسك الأمة العربية التي تنادي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وبالتالي يجب علينا ان ننتبه لذلك المخطط الذي ايضاً يسعى الى تقسيم دولة جنوب السودان الى دويلات عرقية على أقل تقدير دولة للدينكا واخرى للنوير، وكل العالم يصمت ويطالب بوقف اطلاق النار الى ما بعد أعياد الميلاد، ولكن نظرتنا نحن في السودان للذي يجري هناك تملي علينا ضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب، وصولاً للمصالحة التامة ما بين كل العناصر المتصارعة. لأننا اصحاب مصلحة مباشرة في ان يكون الجنوب مستقراً مما يستوجب عدم الإلتفات لكل المبادرات الافريقية والدولية بل التحرك الايجابي والعاجل في إتجاه معالجة الأزمة والتوسط ما بين المتنازعين، عبر لجنة قومية تشارك في كل القوى السياسية معارضة وحكومة عبر وفد من الشجعان يتجه فوراً الى جوبا، ويظل فيها الى ان يتحقق السلام والمصالحة، لأننا نملك القبول هناك، ونتأثر بما يجري اكثر من كل العالم الذي يسعى لتأجيل الحرب لما بعد الأعياد، ونحن نهدف الى الايقاف الفوري لها..! بإعتبار كلنا سودانيين وما يصيب الجنوب من اذى يقتلنا.