تستعد الأسر السودانية هذه الأيام لاستقبال العام الجديد وذكرى الاستقلال المجيد، وكل أسرة تستعد لاستقبال هاتين المناسبتين بطريقتها الخاصة، فالأغلبية العظمى تفضل الاحتفال في المنازل وسط لمة محضورة لجميع أفراد الأسر في هذا اليوم وتسهر حتى الصباح على إيقاعات السمر والضحكات مودعين عاماً مضى بكل أفراحه وأحزانه لاستقبال عام جديد مليء بالأمنيات والنجاحات. ولكن البعض يبحث عن قضاء هذا اليوم بصورة مختلفة، وذلك عبر الاحتفال به في الحدائق العامة والفنادق والصالات والمسارح التي يبحث فيها عن الفنان الأفضل لقضاء هذه الأمسية على انغام كلماته وألحانه ليطفيء الشمعة ويطلق الألعاب النارية على أصوات الطرب والغناء، لذلك نجد كالعادة دخل متعهدو الحفلات وأصحاب الصالات في سباق محموم للظفر باستضافة أفضل وأميز الفنانين الكبار والشباب، من أصحاب الجماهيرية العالية حتى يضمنوا نجاح حفلاتهم في هذا اليوم، ويحظوا بأعلى حضور فيه.. وبالتالي بأعلى عائد مادي، لذلك لا غرابة على الاطلاق في أن تمتليء جدران شوارع العاصمة ولوحاتها الإعلانية بملصقات حفلات الفنانين المشاركين في أمسية رأس السنة، لتضع جميع الخيارات أمام الجمهور لاختيار وجهتهم منذ وقت مبكر لقضاء هذه الأمسية مع الأهل والأحباب في إحدى هذه الحفلات.. وامتلأت شوارع العاصمة هذه الأيام بالعديد من الملصقات لهذه الحفلات وأبرزها حفل الفنان الكبير أبو عركي البخيت على خشبة مسرح أم درمان القومي، والأخوان أحمد وحسين الصادق، والفنانة نانسي عجاج، وفرقة تيراب للكوميديا، والفنان صلاح ابن البادية وآخرين، ورغم اكتظاظ معظم الصالات والأندية بالحفلات عبر الاحتفال بهذا اليوم بحشد مجموعة كبيرة من المطربين إلا أن كل الترشيحات من النقاد والمتابعين للمشهد الغنائي بل حتى من الفنانين يراهنون على أن الفنان الكبير أبو عركي البخيت سيكون هو الحصان الأسود في هذه الليلة ويكتسح الجميع في هذا الديربي الليلي، ويحقق حفله أعلى النجاحات، وذلك لعدة أسباب أهمها اختياره للمسرح القومي لإقامة الحفل، وثانياً قيمة التذكرة للدخول معقولة لابعد الحدود في ظل الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وثالثاً- وهذا هو الأهم- بالطبع الجماهيرية الكبيرة التي يتمتع بها أبو عركي، خاصة وأنه الآن يمثل فنان الشباك رقم واحد في البلاد ،ويهرول له الجمهور المحب والذواق لفنه للاستمتاع بروائعه الغنائية، لذلك متوقع أن تتجه دروب كل الأحياء للمسرح القومي للاحتفال بالعام الجديد مع أبو عركي البخيت كالمعتاد.