في ظل الاعتزال الكامل غير المعلن من قبل كبار الفنانين للحفلات الجماهيرية، تسيدت الساحة الفنية في الأشهر القليلة الماضية أسماء بعينها حوّلت مساءات الخرطوم إلى بهجة وطرب جميل، فكان كل من أبو عركي البخيت الذي أحيا أخيراً حفلتين في المسرح القومي وحديقة القرشي، وكان جمهورهما خرافياً ضاقت به ردهات (المسرحين).. وحفلة (البلابل) بنادي الضباط التي جمعت جمهوراً امتلأت به (مدرجات) النادي، فيما كانت فرقة عقد الجلاد الغنائية تقدم أغنيات أنيقة في ليالي الخرطوم بصورة منتظمة سيطرت بها على المشهد الفني في مسارح العاصمة المثلثة. إلاّ أنّ الجمهور يظل في سؤال دائم عن سر غياب (ود اللمين) عن الحفلات الجماهيرية والذي كان في وقت من الأوقات (متحكراً) بحضوره الزاهي في المسارح الجماهيرية وأحد القامات التي تقدم السهل المُمتنع من الغناء للجمهور، وتشهد حفلاته حضوراً كثيفاً. وفي الوقت نفسه نجد أن حفلات المطربين الشباب (أفراح عصام.. فضل أيوب.. الجزار) قد فشلت جميعها وتمّ إلغاؤها لعدم الحضور الجماهيري الذي لم يتعد (العشرين) شخصاً.. فيما فشل الحفل الجماهيري الذي أقامه الفنان محمود تاور اخيراً بالمسرح القومي فى أم درمان وذلك للحضور (الضعيف) الذي شهده الحفل بالرغم من الإعلانات والملصقات التي روّجت للحفل بوقت كاف فكان المسرح خاوياً على عروشه عدا الكراسي الأمامية لخشبة المسرح، ولم يكترث الفنان محمود تاور للحضور الضعيف والمتواضع فتغنى بأجمل الأغنيات الجديدة والقديمة!! فباتت ليالي الخرطوم تنتظر إعلاناً عن (حفل) لذلك الثلاثي. بعد وفاة الفنان محمود عبد العزيز الذي ظل فنان الشُباك الأول في السودان منذ ظهوره في أوائل التسعينات الأعلى إيرادات في الحفلات الجماهيرية العامة، وهو الفنان الذي لم يخذله يوماً الجمهور بعدم الحضور الكثيف لحفلاته العامة!! كثير من المطربين الشباب يبررون فشل (حفلاتهم) إلى عدم الترويج الكافي للحفل، بما أن تلك الحفلات (المحضورة) التي تكتظ بالجمهور، يتعامل معها منظموها بنفس تعامل منظمي الحفلات (الفاشلة) إن لم يكن المنظمون جهة (واحدة)! فبات مصير حفلات المطربين الشباب الفشل المحتم، وكل حفلة ناجحة أصبحت استثناءً. وقال متعهد الحفلات (محمّد المعتصم) ل (الرأي العام) إنّ الحفلات الجماهيرية الغرض منها إمتاع الجمهور بروائع مطربيهم، ولا أنفي الفشل الذي يلازم حفلات بعض المطربين الشباب، مشيراً إلى أن هذه الحفلات الجماهيرية التي تنظم من فترةٍ إلى أخرى يستفيد منها الفنان والجمهور سوياً، إذا كان الدخل عالياً بالتالي يكون الحفل ناجحاً، وإذا كان الحضور فيها ضئيلاً مؤكد سيخسر (المطرب) ويكسب الجمهور الذي حضر الحفل، مبيناً أنّ المطرب الذي يعرف التعامل مع جمهوره هو من تنجح حفلاته. وأشار (المعتصم) إلى أن الحفلات التي فشلت اخيراً لم يكن الترويج سبباً في فشلها، وإنما لعزوف الجمهور عن حضور كثير من الحفلات، وقال: كثير من الناس يفضلون ألا يهدروا أموالهم في سبيل الوصول إلى (حفلة) في ظل ظروف اقتصادية سيئة!!