ü جاء في الأخبار إن الرئيس عمر البشير سيزور جوبا اليوم!! ü الزيارة «تأخرت» ومع ذلك فإن تأتي متأخراً خير من ألاّ تأتي!! ü الشعب السوداني بمختلف فصائله تميّز بوعي متقدم إزاء ما يحدث في جنوب السودان.. لم ينظر الناس للأحداث التي تدور في الجنوب من زاوية ضيقة.. لم تكن هناك «شماتة» بل حالة أقرب «للإشفاق» والإحساس المبكر بأن الدولة «الأم» ستحرقها نار الدولة «الوليدة»!! لن تشعر بالأمان والراحة وجارك «تعبان»!! وهو هنا ليس «تعبان دينق»!! فجنوب سوداني مستقر وجوار آمن يحقق مصلحة السودان الكبير شماله وجنوبه!! ü وجدت في إحدى المواقع رسالة من أحد المعارضين يوجهها للرئيس البشير يقول فيها: بالرغم من الاختلاف معكم.. ولكن الجنوب أرضاً وشعباً له مكانة عزيزة في قلوبنا من بعد الانفصال.. من أجل هذا نناشدك بأن تهب وتستنفر الشعب لمساعدة إخوانهم بالجنوب مساعدة إنسانية. ويواصل المواطن السوداني رسالته للرئيس قائلاً: وكما يعلم الجميع أن الحرب عندما تأتي لا تبقي ولا تذر.. ولا شك أن هناك من يعانون من ويلات الحرب.. وأنا في اعتقادي أن هذه هي أعظم فرصة لمد يد المساعدة لعلها تخفف من ألم ومعاناة الأمس.. ومن يدري لعل بعد المساعدة يحدث ما فشلت «الحرب ونيفاشا» في تحقيقه ونعود إخوة كما كنا.. نسأل الله أن يجنب بلادنا الحرب!! ü انتهت الرسالة وهي رغم بساطتها فقد حملت معاني كبيرة وعبرت عن عموم أهل السودان بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية ونظرتهم تجاه الأشقاء في الجنوب!! ü إذن زيارة البشير إلى جوبا وسط هذه الأحداث الملتهبة تجد سنداً سودانياً شعبياً واسعاً.. خصوصاً والرأي العام كان منتقداً «بطء و غموض » تحرك الخرطوم تجاه الأزمة والاكتفاء بدور «متواضع» وصغير ضمن وساطة «الإيقاد».. في وقت كان يتمنى كثير من السودانيين أن تكون الخرطوم هي المكان الذي يحتضن كافة أطراف النزاع في الجنوب.. باعتبار أن الطرفين هما الأقرب للسودان من أي مكان آخر في المحيط الجغرافي.. فالرئيس سلفاكير كان نائباً أول للرئيس وكذلك الدكتور رياك مشار كان مساعداً لرئيس الجمهورية.. رغم أنه قال في أحد اللقاءات التلفزيونية: إنه لم يكن يفعل شيئاً في القصر الجمهوري بل يكتفي بقراءة صحف الخرطوم في إطار اتفاقية الخرطوم الشهيرة للسلام. ü زيارة البشير ستفتح الباب واسعاً للمشاركة السياسية والشعبية.. مثلما أحدثته زيارته الشهيرة العام الماضي.. وكنا شهوداً على نتائجها الكبيرة التي مهدت بعد ذلك لإنهاء حالة «التوتر» وما أعقبها من اتفاقيات تعاون شملت مختلف المجالات السياسة والأمنية والاقتصادية!! ü نعم الزيارة سترفع مستوى اهتمام منظمات المجتمع المدني لتقديم يد العون والمساعدة للشعب الجنوبي في أزمته ومحنته الحالية!! ü الأمر يبدو مؤلماً وشاشات التلفزة تنقل أوضاعاً مأساوية لجثث في شوارع المدن وأوضاع إنسانية غاية السوء في معسكرات الأممالمتحدة «الباردة» والخالية من أي مشاعر إنسانية «صادقة ودافئة»!! ü يجب علينا أن نتعامل مع أزمة الجنوب «بعيون واسعة» تحت عنوان «أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض»!! ü الذي يدور الآن في الجنوب «إن لم نتداركه» فسينتقل «بالمسطرة» كجريان النيل وأنابيب النفط ومشاعر الجنوبيين الحقيقية والصادقة في اتجاه الشمال!! ü ما نراه الآن في جوبا وبور وبانتيو وملكال هي مجرد مناظر ومقدمة «لفيلم» وراءه مخرج حدد التصوير والمواقع مسبقاً في (2- locations).