مجدداً العهد معكم قرائي الأعزاء في تحري أقصى درجات الصدق والأمانة في نقل الوقائع والحقائق في الخلافات القائمة فيما بيننا في مجموعة الإصلاح كطرف.. وبين الأخ رئيس منبر السلام العادل وزمرته المتحكمة في المنبر الآن كطرف ثانٍ، أواصل اليوم بعون الله الحلقة الثانية التي خصصتها لدحض فرية دعم المؤتمر الوطني لمجموعة الاصلاح لشق المنبر وإقصاء رئيسه عن قيادته كما يزعم الطيب وصحبه، غير أني رأيت أن أبدأ بأمر ليس ببعيد عن الموضوع، ألا وهو الإجابة على سؤال كرره عليّ الأخ الطيب في عدة رسائل هاتفية، وهو يظن أن الإجابة عليه واحدة لا بديل لها، وهي إثبات التهمة المزعومة بدعم الوطني لنا، وأظن أن الرجل مذهولاً عن حقيقة الحالة التي وصل اليها المنبر والمصير الذي لاقته الانتباهة بسبب سوء إدارته للأمور.. أو ربما كان مشغولاً بتأسيس صحيفته الخاصة ليستثمر الاسم والسمعة التي قدمتها له صحيفة المنبر لمصلحته الخاصة، ذلك عوضاً عن تعويض المنبر في صحيفته التي ضيعها عليه.. واسمحوا لي أن استعرض رسالتين فقط من رسائله تؤكدان أن ضلوع المؤتمر الوطني في هذا الحراك الاصلاحي ظل هاجساً يلازم الرجل ولا يفارقه، يقول في رسالته الأولى وكانت بتاريخ 28/11/2003، وهي بالمناسبة كانت رداً على رسالة مني نصحته فيها بأن يخاطب امهات القضايا، وأن يرد على الأسئلة الأساسية المثارة حول منهج إدارته للمنبر، ونصحته بأن يكف نهائياً عن إثارة موضوع المؤتمر الوطني لأسباب ذكرتها له ويعلمها جيداً كما أعلمها أنا جيداً.. يعني «خلي الطابق مستور» وكان رده ما نصه «هل هذا ابتزاز؟ إعمل مؤتمر صحفي، وأعلن كل ما تعلم.. السؤال هو لماذا هذه الحملة الآن؟ ما الجديد أيها الحقود؟ وما الذي حركك الآن؟ ولماذا كنت في استقبالي عندما عدت من القاهرة ولماذا زرتني في بيتي» انتهت الرسالة.. والرسالة الثانية وتحمل نفس الأسئلة بتاريخ 20/12/2013 يقول فيها ما نصه «هل سألت نفسك عن الذي حركك الآن؟ ألا تقرأ الحملة التي أدرتها ضدي في الحرة؟ لماذا كل هذا الحقد بعد أن ظننت أننا استدبرناه؟ ألم أشهد لك رغم كل افتراءاتك؟ ألم اسع لإعادتك للمنبر؟ اسأل ساتي.. لمصلحة من كل هذا؟» انتهت الرسالة. ولعل الإخوة المنبريون خاصة يلاحظون أن الرجل ذاهل تماماً عن حقيقة حزبه وما حاق بصحيفته، ومن نافلة القول إني قد رددت على الرجل في حينه الرد المناسب المفحم عبر الهاتف، ولكن دعونا نجيب جهرة على أسئلة الرجل المشروعة إجابة نشرك في تدبرها أهل المنبر الذين يعرفوني كما أعرفهم، وحتى يتبينوا دوافع تحركنا الأخير لاصلاح المنبر، ولعل الأخ الطيب لم يستوعب ماحصل وأربكه بعنف بل أخافه لدرجة التوجس الحراك الذي احدثناه في بحيرة المنبر الساكنة، بعد أن جلست في بيتي حوالي ثلاث سنوات صامتاً، صابراً محتسباً ذلك الظلم الذي حاق به رغم ما قدمته للمنبر بشهادة الطيب نفسه التي نشرها مؤخراً، ورغم ذلك فصلني من المنبر ونزع مني امتياز توزيع الصحيفة بطريقة مهينة، تنافي كل الأعراف المهنية والتنظيمية وحتى الأخلاق الإسلامية التي من بينها الوفاء لأهل العطاء.. وردي على الأخ الطيب أولاً أنه ما كان يحتاج لطرح هذه الأسئلة من حيث المبدأ، فضلاً عن تكراره مفردة «الحقد» مرتين في الرسالتين.. فقط لو أن قاموسه القيمي كان يتضمن مفردات مثل العفو والتسامح، والاحتساب، وإلا فكيف فهم هو استقبالي له في المطار، وزيارته في بيته وفي مكتبه.. وتواصلي معه برسائل الهاتف أثني فيها على بعض ما يكتب وأبدي ملاحظات على البعض الآخر، وكيف نظر الرجل لمشاركاتي في كثير من مناشط المنبر وفعالياته والافطارات التي أقامها كل ذلك بعد طردي منه كما قلت!! وهذا يعني بالضرورة أنه لن يصدق أني دعوت له في أثناء مرضه بالشفاء.. بل وطلبت من آخرين منهم الأخ سوركتي أن يدعو له، وقلت لسوركتي ادعو للرجل بالشفاء لأنه لو حدث له مكروه- لا قدر الله- فستدفن معه الكثير من الحقائق والأسرار، وعلى رأسها قضية حملة أسهم الانتباهة الاسمية.. التي كانت شهادة منه وقتها كفيلة بحسم أمر الملكية وإلى الأبد، ولكن الرجل وللأسف الشديد وبسبب تردده العجيب ومماحكته المتطاولة على كثرة مراجعتنا له.. أقول لم يبذل تلك الشهادة.. وكتمها حتى صار ما صار، والمدهش أنه بعد ذلك وتحت سمع الدنيا وبصرها.. جلس يولول ويعِّول ويندب.. ثم يعلن.. بعد فوات الأوان.. إن الانتباهة كانت صحيفة المنبر!! فإذا كانت هذه هي الحقيقة يا شيخ الطيب- وهي كذلك- فمن أين جاءت الأسهم الستين المسجلة باسمك الشخصي والتي رفعت دعوى قضائية لاستردادها الآن؟!! ولماذا تنازل ابو النجا عن اسهمه ورفض استلام الربح الحرام، كما رفض الدكتور عثمان السيد ولم تفعل أنت؟!! ولماذا سكت على تسجيل أسهم المنبر باسمك طوال سنوات ولم تطلع أجهزة المنبر على هذا الأمر؟! ثم لماذا كذبتم أنت ورفاقك الأربعة الكبار حملة الأسهم المنبريين يوم قلتم للشورى بلسان واحد أبحثوا لكم عن مصدر تمويل لحزبكم لآن الانتباهة ليست ملكه، وأنها مملوكة للمؤسسين العشرة المذكورين في كشف الأسهم؟!! ولحكمة يعلمها الحكيم الخبير تبارأتم يومها واحد واحد في ترديد نفس الفرية، ولأن كذبة المنبر بلقاء مشهورة فقد شهدها أكثر من مائة من أعضاء مجلس شورى المنبر في دورته الخامسة يونيو 2013 فأين تذهبون؟!! نواصل