أعلنت ولاية الخرطوم عن فراغها من حصر الأيتام بجميع أنحاء الولاية وقالت إن عددهم 56737 يتيماً من الجنسين وأكدت أن 50% منهم مكفولون من قبل الولاية والمنظمات الخيرية.. وقد احتفلت وزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية يوم أمس الأول باليوم الوطني لليتيم، وكان الاحتفال محضوراً، فقد شرفه والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر الذي أبدع خلال الاحتفال بحديثه الذي يوقد شمعة للأمل في كفالة ال50% المتبقية من الأيتام، حيث وجه بإعداد إستراتيجية شاملة لكفالة كل الأيتام بالولاية وإنشاء برنامج يعالجح مضارب الجهات الكافلة وتوحيدها في بوتقة واحدة مع مراعاة تجديد سجل الأيتام بعد فترة والبحث عن موارد غير حكومية لتوظيفها لصالح المجتمع، واعتقد أن هذه خطة عمل يمكن أن تنير الدرب لوزارة التوجيه والرعاية الاجتماعية ولمجلس الأيتام للعمل في اتجاهات واضحة، خاصة وأن مثل هذه الأعمال لا تتم إلا بتنسيق الجهود، وأصبح من المعروف أن هناك منظمات كثيرة تعمل في مجال كفالة الأيتام لكنها لا تستطيع العمل بدون تنسيق الجهود.. وفي ظني أن وزارة التوجيه ومجلس الأيتام بالإضافة لبعض المنظمات التي تحمل بطاقاتها الكاملة وبإمكانياتها المقدرة يمكن أن يعملوا في هذا المجال وينجحوا فيه، أما المنظمات الأخرى والتي تحمل لافتات فقط فهي لا تستطيع القيام بأي دور حتى لأنها في غالبيتها مجرد لافتات لا تستطيع توفير أموال تسييرها ناهيك عن الأصول التي تكفل بها الأيتام، فهياكلها مفككة واجتماعاتها غير منتظمة.. وكيف لا وكثير من السودانيين يعملون في هذه المنظمات في أوقات فراغهم فقط ولا يكرسون وقتهم لها لا تضيع كل جهودهم، وفي النهاية تدير المنظمة ثلة من الأولين وقليل من أصحاب المصالح أو الذين يؤمنون بالفكرة حتى أصبح عدد المنظمات المسجلة في السودان أكثر من عدد الأيتام، لذا لابد من وضع خطط إضافية لبناء أجسام للمنظمات «المليونية» العدد، والمسجلة بدون عطاء وبحث المشاكل التي تعاني منها حتى تنجح. وبدون ذلك لا يمكن للمنظمات أن تقوم بدورها.. أما الوزارة فعليها أن تستند على الذراع الاجتماعي لإكمال عملها، فالعدد المتبقي من الأيتام أو غير المكفولين منهم يمكن أن لا يحتاج أكثرهم للكفالة لأن المجتمع السوداني ما زال يسعى لكفالة الأيتام، وأبناء كثير من الأسر يكفلهم ذووهم ولا يحتاجون لكفالات أخرى.. وهذه النقطة تتطلب دراسة الأيتام الأكثر حاجة وتبويبها وتدريجها وعمل مصفوفة تحدد فيها الأزمات والإحصاء والكيفية حتى التغطية لكل الأيتام الذين يحتاجونها.. ولا أعتقد أن هذا الأمر هين لكن وزارة التوجيه والتنمية الاجتماعية ومجلس الأيتام وبعض المنظمات والقادة يعرفون عملهم جيداً ويعملون دون ضجيج لا يطربهم شكر ولا يقعدهم ذم أو نقد. خاصة وأن مثل هذه الأعمال يقصد بها وجه الله والجلوس يوم القيامة بالقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم.